مها محمد الشريف
قبل أن يتم اكتشاف أمر العملاء والمتآمرين، كان أغلب الناس على قناعة تامة بأن أولئك نخبة مميزة تعلقت الأرواح فيهم وشهدت لهم بالصلاح والكفاح، وهذا الاعتقاد السائد راسخاً فيما كانت الأدلة الواقعية تدينهم وتدين توجههم، ودوافعهم التي يكتبونها باعتبارها لغة متميزة وتاريخ غامض، لا ترى نتائجه إلا بمتابعة السيناريو من بدايته.
فمجرد مشاهدة بعض الكتابات والتغريدات والمضي في البحث عنها، تكتشف أن بناء المعايير مخالف للعادة فيه علم مبتدع لنمط حياة لها فوارق بين الطبقات الاجتماعية والسلطة السياسية، وفي كثير من الأحيان نجد أعمال كفيلة بأن تطيح بمصداقية ما يظهرون للعيان، وأني لأذهب إلى بعض من صور الماضي وأتوجس ريبة من أحداث تتضمن تأثيرات بالغة التحيز والإصطفاف إلى جانب إخوان مصر وبالتحديد أثناء فوز مرسي وأحداث تونس وأبعادها على الوطن العربي وصولا إلى إخوان قطر.
فكثير من الأحداث لا تساعد على التكهن ولكن لها نشوء وانتشار على الشبكة العنكبوتية لا تختفي وأن طال الزمان أو تحولت الأحداث، فمهما كان العمل يختبئ خلف هالة من الغموض تكون له نتائج وتأثيرات عميقة وخاصة في ما يتعلق بالانحرافات الكبيرة التي تمس أمن الدولة.
إنه من الممكن معرفة التداعيات التي يخفيها هؤلاء ضد الوطن والمجتمع وصلتها بالواقع، وهذا ينسحب على جميع الأعمال وإدراك الآخرين لكل المكاسب التي حققها أولئك القوم، فتظل كإنذار مبكريساهم في الكشف والإيقاع بهم، فرئاسة أمن الدولة ومن خلال متابعتها التهديدات الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة تمكنت وفي عملية نوعية من اكتشاف وإحباط مخطط إرهابي لتنظيم «داعش الإرهابي» كان يستهدف مقرين تابعين لوزارة الدفاع بالرياض بعملية انتحارية بواسطة أحزمة ناسفة.
أليس من الغريب أن نرى هذه الأحداث المتزامنة مع بعض الاعتقالات لشخصيات اجتماعية معروفة، أم هي صدفة يصعب التكهن بما هو خارج عن المألوف كما قيل قديماً، وهناك العديد من الأشياء التي يجب الحذر منها هي توعية الشباب من المواقع الإلكترونية التي تستغلهم وتجندهم ضد أوطانهم بحوافز مادية، فهذه المحاولات تصدر من جماعات خطرة لا تكف عن ترويض قناعاتهم وما تملكه من تركيزعلى قدراتهم وبرمجتها على تأييد الإرهاب وتطبيقات بالغة التعقيد لاستدراجهم إلى عالم التطرف والبؤس. إن تسلسل الأحداث ومعالجتها، يتبع منطقا واحدا، فهو ينحدر من قوة المملكة في محاربة الإرهاب وسيطرتها على أدواته، وسيكون التوفيق بحول الله وقوته حليفا لحكومتنا الرشيدة وللجهود التي تقدمها في موازين الاعتبار عند الدول والشعوب، فقد قضت على الإرهابيين المتسللين عبر التضاريس الجبلية والهاربين عبر الطرق الصحراوية، وحققت نتائج مبهرة في القضاء على الإرهاب من أجل حياة أكثر أمنا واستقرارا.