د. خيرية السقاف
كل نجاح لقوى الأمن في استباق أية عملية إرهابية قبل أن نحفل به كإنجاز لهذه القوة الدفاعية عن الوطن, فإننا نحفل بتوفيق الله أن مكَّنها من هدفها, وكشف لها عن كمائن الضالين المفسدين..
تلك أمور بدهية يعبر عنها الشعور الفردي والجمعي, وتستقبلها وسائل التواصل, وصفحات التعبير عنها..
الأكثر أهمية في الموضوع هو أن هذه العناصر المختبئة في سجف الظلام, وخلف الأسوار تكيد, وتخطط, وتُعدُّ, وتتربص, وتترصد ومن ثم تتحرك أصبحت محاطة بخوفها, قلقة بتوجسها,
واعية لأنها بإذن الله لن تنفذ من كمائنها للسطح إلا على أيدي هذه القوة الأمنية التي ضربت خير المثل, وأدت أنجع الطرق, وأصبحت نموذجا عالميا في القدرة على استباق الحدث, والتصدي له, فإحباطه..
والأبعد الأبعد هو الوصول لحقائق من وراء ومن هيأ ومن دعم ومن زج بأرواح أفراد سواء من المواطنين, أو من خارج حدود البلاد أولئك الذين ينعمون بأنظمة توفر لهم معاشا هانئا مستقرا كأنما هم في أوطانهم..
قبل أمس تمكن أمن الدولة من إحباط عمليتين إحداهما استهدفت مرافق على درجة عالية من الأهمية في الجانب الدفاعي عن الوطن, والأخرى عناصر من تنظيمات إرهابية شقيت بها نفوسها تسعى في الأرض فسادا, وتعمد أن تمس به هذه البلاد, لكنها مدحورة بعون الله..
ولعل المحرك النظامي النشط في بلادنا للتطهير سيقوى, وهو يطهر, ويحمي كل منعطف وزاوية ومنعرج, كل متكأ ومنفذ وثقب, كل فيء وسطح وما تحت سقف, أو داخل كوَّة من أجزاء الوطن, كل البيوت, والشوارع فيها, بل كل ذات تتحرك, وشيء يقوم أو ينبسط , سيطهر ويحمي كل الوطن من أية ذرة حارقة, أو شظية مارقة, أو نية فاسدة..
هذا المحرك يقوم بإنجازاته على كل الأصعدة, وداخل نسيج كل هذا المكوِّن للوطن بثراه وفضائه, وأناسه, ومقدراته..
ولن يكون احتفاء وقتيا مع كل عملية استباقية تحاصر وتحجم وتمنع الإرهاب داخل الوطن, بل سيسجل يوما نصرته لدعم كل أرض في العالم بمنجزاته, معرفة, وعلما, وفكرا, وخططا, وخبرة, وتمكنا, ومدركات, ووعي, وآليات, وعدة, وعتادا, وتقنينا, ومهنية, وتدريبا, وتقنية, وتنفيذا..
احتفاء بنموذجية الأمن الوطني, بتفوقه لإعادة السلم للناس, والسلام للعالم..
تحية مفعمة بالفخر لأمن الوطن كله..
ودعاء عريض لله أن يمكنه, وأن يمده, وأن يكن له مع كل نفَس في صدور رجاله, وثانية في وقت أدائه.