«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
حقق منتخبنا السعودي إنجازًا كبيرًا، وذلك بتأهله لكأس العالم 2018 في روسيا، بعد الفوز على منتخب اليابان 1 - 0، وبث هذا الفوز الفرح في أرجاء مناطق ومحافظات المملكة، وعاد الأخضر لسابق أمجاده، إذ إنه تأهله قبل هذه المرة لكأس العالم أربع مرات، ولكنه غاب لمدة مونديالين 2010 و2014، ولكن الصقور الخضر أعلنوا تأهلهم لكأس العالم 2018.
«الجزيرة» تقرأ مع بعض المختصين المرحلة السابقة في التصفيات، وماذا يحتاج المنتخب في المرحلة القادمة.
في البداية أكَّد قائد المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور بأن تأهل المنتخب السعودي جاء من البوابة الصعبة والقوية ومن أمام منتخب اليابان وهو ما أعطى فرحة كبيرة للمنتخب السعودي من لاعبين وأحهزة فنية وإدارية وجمهور، وقال: «الشعب السعودي كان متعطشًا للإنجازات، ولا أظن بأن هنالك إنجازًا أكبر من التأهل لكأس العالم».
وأضاف: «العمل الذي قام به خادم الحرمين الشريفين من ناحية الاهتمام بالرياضة، وما قام به سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من ناحية شراء التذاكر والدخول الجماهيري المجاني، وحضوره شخصيًا للمباراة التي أهلت منتخبنا لكأس العالم، وهذا الحدث لأول مرة يحصل لدينا، وقد اعطى بحضوره رسالة للجميع بأن الرياضة مهمة لدى القيادة العليا، وتعد لديهم عنصرًا مهمًا».
وتابع: «هذا الجيل محظوظ بحضور سمو ولي العهد لمباراة السعودية واليابان، فثاني رجل في الرياضة يحضر للمباراة هذا أمر مهم وكبير، وأكبر دافع معنوي لمواصلة مشوارهم الرياضي بكل قوة».
وعن المرحلة المقبلة، قال: «على المسؤولين عن الرياضة السعودية بمعية المدرب أن يضعوا برنامجًا قويًا للمنتخب، على أن تكون فيه مباريات قوية، ويُعد المنتخب إعدادًا لائقًا وكافيًا، فكأس العالم سيقام في نهاية شهر رمضان، ولا بد أن يسبق شهر رمضان معسكرًا قويًا وقبل هذا المعسكر يجب أن يرتاح اللاعبون، على أن يكون هناك اهتمام كبير في المنتخب ليظهر في كأس العالم بشكل جيد».
وأضاف: «ما قدمه المنتخب في تصفيات كأس العالم ليس بكافٍ لمقارعة منتخبات قوية ستلعب في كأس العالم، ولديها لاعبون محترفون في دوريات قوية، بينما نحن لم نصل لهذه المرحلة، ولذلك فنحن نحتاج إلى أن نعد المنتخب السعودي بالشكل الصحيح ليتمكن من مجاراة بقية المنتخبات».
وعن مدى تأييده للاستقرار أو إضافة لاعبين جدد، قال: «كل ماكان هنالك استقرار فني على مستوى الجهاز الفني واللاعبين كل ما كان ذلك أفضل، ولكن متى برز لاعبون جدد ويستحقون الانضمام للمنتخب فيجب ضمهم، ولكن نحن لا نريد أن تكون بوابة المنتخب مفتوحة لأي لاعب برز مباراة أو مباراتين، وهذا ماعانينا منه خلال السنوات الماضية لدرجة أنه في الفترة الأخيرة انصم للمنتخب أكثر من 70 لاعبًا، وهذا أمر غير جيد، فاللاعب الذي لا يقدر فانيلة المنتخب لا يستحق الانضمام، وفانيلة النادي أو المنتخب متى لُبست بسهولة، فسوف تفسخ بسهولة».
وختم أنور حديثه قائلاً: «قبل الدخول في التصفيات المؤهلة لكأس العالم لم نتوقع أن نصل لهذه المرحلة، بينما مارفيك مدرب منتخبنا أعادنا إلى مقارعة المنتخبات الكبيرة في آسيا، وعدنا إلى أمجادنا في الثمانينيات والتسعينيات، ففي هذه التصفيات، نلاحظ بأن الفرق النقطي بيننا وبين اليابان لم يتجاوز النقطة، وكلا المنتخبين يتساويان في عدد الأهداف، بينما نحن نتقدم على أستراليا نقطيًا وفي الأهداف، وهذا أمر جيد بالنسبة للمنتخب».
من جهته، أوضح المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد بأن المنتخب قدم أمام اليابان مباراة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وأدى اللاعبون جهدًا فنيًا مميزًا، وشاركهم في التميز جمهور كبير حفز ودعم المنتخب بشكل رائع جدًا».
وعن المطلوب في المرحلة القادمة، قال: «يجب العمل من الآن بخطة إستراتيجية كاملة بمشاركة المختصين الفنيين والأفضل استمرار المدرب والأجهزة الإدارية والفنية مع إجبار المدرب على متابعة تفاصيل الدوري بالكامل والبقاء في المملكة طوال المسابقات المحلية ومتابعة اللاعبين بكل دقة وعناية، والاهتمام بالدوري والمسابقات بعيدًا عن التوقفات المتكررة والعمل على رفع مستوى الدوري لأن المنافسة القوية هي التي تُخلق اللاعب الجاهز».
وأضاف: «نعم للتجمعات القصيرة ولعب مباريات ودية قوية مع منتخبات ذات مستوى عالٍ، وفي المقابل أظن بأن المنتخب لا يحتاج لمعسكرات طويلة بل يحتاج لدوري قوي».
وتابع: «نحن في كأس العالم نطمح إلى أن نصل للدور الثاني ونقدّم أداء مشرفًا واللعب بواقعية واحترام شديد لكل المنتخبات لأن من يصل للمونديال فهو بالتأكيد منتخب قوي».
وزاد «نحن لا نريد أن نبالغ في رفع سقف الطموح، بل علينا النظر بواقعية عالية، ومن المهم طرح الثقة في اللاعبين الذين قدموا هذا الإنجاز الكبير مع رصد لأدائهم في الدوري وعمل المنافسة بينهم من دون مبالغة في التغيير».
من جانبه بارك المدرب الوطني تركي السلطان تأهل منتخبنا لكأس العالم 2018، معتبرًا إياها نتيجة إيجابية بشكل كبير جدًا والأهم فيها أننا وصلنا لكأس العالم للمرة الخامسة، وقال: «المنتخب مر بمراحل كثيرة في هذه التصفيات، المرحلة الأولى مع المدرب الوطني فيصل البدين، واستمر العمل الإيجابي مع السيد مارفيك في المرحلة الثانية، واللعب في هذه التصفيات كان لفترة طويلة، وتعد مرهقة، ولكن بعد هذا التعب جنى المنتخب ثمار تعبه».
وأضاف: «إيجابيات منتخبنا في المرحلة السابقة كانت أكثر من سلبياته، ولذلك تجاوز العقبات، وأعلن تأهله لكأس العالم، وهذا لا يعني بأنه لا يوجد سلبيات في المرحلة السابقة، ولكنها سلبيات بالإمكان معالجتها».
وعن المرحلة المقبلة، قال: «المرحلة المقبلة مختلفة تمامًا عن المرحلة السابقة، فالمرحلة الماضية كانت مرحلة إثبات وجود، والعودة للواجهة العالمية مرة أخرى بالوصول لكأس العالم، وهذا تحقق، والآن لدينا مرحلة أخرى مختلفة، فالمنتخب السعودي يصل للمرة الخامسة لكأس العالم، والنتائج التي حققها المنتخب في أول مشاركة هي الأفضل، والآن نحن نحتاج للوصول لأبعد من ذلك، وهذا لا يعني بأن يكون تفكيرنا هو تحقيق كأس العالم، بل نحن نطمح إلى أن نظهر بنتائج مميزة، ومن ثم التفكير في الوصول للدور الذي يلي المجموعات، فالمشاركات السابقة في كأس العالم من المفترض أنها اكسبتنا الخبرة على كافة الجوانب».
وطالب السلطان بأن يكون هنالك استقرار في المنتخب وهو أولى المهام التي يجب على المسؤولين البدء فيها، وقال: «يجب الاستقرار على الجهاز الفني، فالسيد مارفيك بغض النظر عن الانتقادات التي واجهته بعدم وجوده في المملكة، إلا أن الرجل قدم نفسه بصورة جيدة، وأتوقع بأن المدرب إن بقي فسوف تتغير الكثير من أفكاره، فالإعداد لكأس العالم وتحقيق نتائج إيجابية مهم لدى المدربين».
وأضاف: «متوقع أن يكون هنالك تغييرات على مستوى اللاعبين بالزج ببعض اللاعبين الذين سيقدمون أنفسهم في دوري هذا الموسم، وقد يصل العدد لخمسة لاعبين، وهذا أمر طبيعي وصحي، ولكن متى زاد العدد عن خمسة لاعبين فهذا يوحي بأنه كان لدينا خلل في التصفيات الأولوية، ويجب أن يكون الاختيار بناء على العطاء الفني لا كما نسمع بأن اللاعبين الذين أهلونا يجب أن يكرموا بالمشاركة في كأس العالم».
وزاد: «الفرصة أمام جميع اللاعبين متاحة للمشاركة في كأس العالم، فمن يثبت نفسه سيتم اختياره، فالمدرب لن يبخل عن نفسه باختيار أفضل اللاعبين ليوجدوا معه في كأس العالم».
وختم السلطان حديثه مؤكدًا بأنه يجب أن نعد المنتخب إعدادًا مميزًا من خلال المعسكرات واللعب في يوم الفيفا، وقال: «أتمنى أن تقام المباريات الودية مع منتخبات نستفيد منها، وتعطينا القيمة الفنية العالية، والتنافس القوي».