غسان محمد علوان
نبارك لوطننا الحبيب هذا التأهل لمونديال كأس العالم 2018 والذي سيقام بحول الله وقوته في روسيا الصيف القادم. صناع الإنجاز كثر، وهذا هو سر جمال هذا المنجز وتفرده. فمن قام على هذا المنتخب، وأعده، وأشرف عليه، سلسلة من الأسماء العاشقة لشعار هذا الوطن. كل منهم قام بدوره ومضى، وأتى بعده من يحمل راية النجاح ليوصلها لنجاحات أخرى. فكان هناك الأمير عبدالله بن مساعد و الأستاذ أحمد عيد في البدايات، و كان الأستاذ محمد آل الشيخ و الأستاذ عادل عزت في النهايات. فكان المنجز للجميع فعلاً. رجالنا في الملعب استشعروا قيمة العمل، و قمة الأمل، فكانوا في الموعد بين جماهيرهم الغفيرة التي أهدتهم روحاً فأهدوها تأهلاً. ثم يظل مارفيك (و إن كان محور النقاش والاختلاف طوال التصفيات) هو الناجح الأكبر، لأنه و بكل بساطة حقق ما أتى لأجله. فلو كان هنالك مدرب آخر للمنتخب، هل كنا سنتأهل مبكراً أم سيضيع حلم التأهل؟ وهل ذلك المدرب سيكون سبباً في اكتشاف مواهب جديدة للمنتخب أم معول هدمٍ لنجومنا الحاليين؟ كل الإجابات واردة وكل الاحتمالات قابلة للتحقق لاختلاف المعطيات. و لكن الأهم الآن هو ما حدث، وكيفية البناء على ما تحقق للارتقاء بالمنتخب و تلافي الأخطاء التي لابد أن تشوب أي عمل بشري. فلا إفراط و لا تفريط.
الملفت للنظر طوال تلك الرحلة، لم تكن الكراهية التي حملها البعض للمنتخب بسبب كثرة لاعبي الهلال في خارطته، بل هي تلك الجرأة في إعلان تلك الكراهية بشكلٍ لم يسبق له مثيل ثم المفاخرة بتلك الكراهية والأمثلة كثيرة.
فأحدهم عندما سمع بقائمة الأسماء المنضمة للمنتخب وعندما سئل عن رأيه فيها قال: (بالطبع لست راضياً عنها فهذا المنتخب أصبح منتخب الهلال و ليس منتخب النصر) ثم استدرك بسرعة قائلا: (أقصد ليس منتخب المملكة العربية السعودية). وآخر وضع التشكيلة أمام متابعيه وقال (إن خرجنا من التصفيات فلاعبو الهلال هم السبب، وإن تأهلنا فهم أيضاً السبب) وعندما تأهل المنتخب حذف التغريدة وتهجم على كل من طالبه بتهنئة لاعبي الهلال الذين كانوا السبب في التأهل (على حد معادلته القاصرة). وآخر شن هجوماً لاذعاً على مارفيك بسبب إشراك عبدالملك الخيبري بسبب أنه لا يشارك أساسياً في الهلال، وفي نفس الوقت هاجم مارفيك بسبب عدم إشراك ياسر المسيليم (الاحتياطي في الأهلي) بحجة أنه شارك بشكل فعال في المباريات السابقة!! (إرسى لك على بر يا كابتن).
الأمثلة السابقة من منسوبي الوسط الرياضي، أما الأمثلة من خارجه فهي كثيرة أيضاً لا يربط بينها سوى أنهم يرون في المنتخب و الوطنية عذراً يبررون من خلاله كراهيتهم، و ينفسّون من خلاله عما اعتمرت به نفوسهم من تعصب مقيت، يدعون الله ليل نهار أن لا يظهر علينا جيل أكثر وعياً و حباً للمنتخب ولكرة القدم بشكل عام.
ختاماً تأهل منتخب المملكة العربية السعودية لأكبر تظاهرة رياضية في العالم، وهذا هو المهم و الحلم و كل المراد. أما المتأزمون، فإن لم يجدوا مرتعاً خصباً لكراهيتهم، وقنوات تستضيف عقلياتهم، فمصير كراهيتهم للزوال بإذن الله.