د. ناهد باشطح
فاصلة:
((ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور))
-حكمة يونانية-
لم يكن سهلا أن ألقي محاضرة لجمهور لا يعرف عن المرأة السعودية إلا القليل، لكن كانت هناك عوامل ساعدتني في التعرف على مفتاح النجاح إذ عبر «جوجل» استطعت أن أحدد محاور المحاضرة بناء على القليل الذي نشر عن المرأة في اليابان والسعودية ،كما أن مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية أمدني بمعلومات عن المركز الذي سألقي فيه المحاضرة وهو مركز ساساكو The Sasakawa Peace Foundation ويعتبر مركزا مهما للسلام في اليابان.
في أي محاضرة من المهم معرفة الجمهور وأكثر ما خبرته في مؤتمرات حضرتها في الخارج أن الطلاب والأكاديميين متعطشون لمعرفة واقع المرأة السعودية إلى جانب أن الدراسات والبحوث القليلة تكشف عن أن الإعلام الغربي صورة نمطية للمرأة السعودية تركز على معاناتها بسبب عدم السماح لها بقيادة السيارة مثلا بينما لا ترصد مطلقا الإصلاحات التي تتم في تمكينها تنمويا.
لكن اليابانيين الذين استطاعوا بعد مدة قصيرة من نهاية الحرب وانعزالهم المؤقت إثبات وجودهم يتميزون بالاهتمام بثقافات الشعوب وحب المعرفة بشكل عام.
أما المرأة اليابانية فلا زالت تعاني من الفكر التقليدي حتى أن نسبتها في مؤشر المساواة بين الجنسين وصل المرتبة 101 وتمثيل النساء اليابانيات في الرلمانت ضعيف حيث نسبته 9% فقط والأمر ليس كذلك فقط، بل ان تمثيلها في سوق العمل أيضا لا يقارن بحجم قوتها الاقتصادية رغم ان لديها ثلاث جامعات نسائية وبدأت الحركة النسوية لديها أواخر القرن التاسع عشر قبل كوريا والصين.
في اليابان ينظرون إلى التريبة على انها الأساس ويعلمون الطالبات في المدارس كيف يصبحن أمهات مثاليات، اهتمامهم بصناعة الانسان وتركيزهم على تكوين القيم صنع منهم شعبا راقيا منظما.
وإذا كان جمهورك بهذا الوعي فعليك ان تحترم عقله، وكان التحدي في المحاضرة أن أوجد التوازن بين واقع المرأة السعودية دون تضليل وبين الصورة الذهنية النمطية التي توجد بشكل مباشر أو غير مباشر في ذهنية الجمهور الذي لا يفهم لماذا يوجد الفصل بين الجنسين في الدراسة أو العمل أو لماذا لا تتمتع المرأة بحق التنقل.
اختلاف الثقافات نقطة مهمة في تكوين الرسالة الإعلامية لإيصالها للجمهور، ولذلك قررت أن تكون المحاضرة عن المرأة في الواقع الحديث، إضافة الى التاريخ الذي لم يوثق في بدايات مبكرة للاعلام النسائي منذ الاربعينيات الميلادية.
واهتممت بنشر صور لعدد من السعوديات المتميزات في التعليم والبحوث العلمية والاقتصاد والفنون ورائدات الإعلام لأن الإعلام الغربي لا ينشر هذه الصور، ثم حان وقت طرح الأسئلة والمداخلات وهي برأيي أهم ماطرح في المحاضرة ، وهو حديث زاوية الجمعة بإذن الله.