رجاء العتيبي
لم يعد ثمة مساحة لـ (فنجال قهوة) مع الحكومة القطرية إما تطبيق المطالب الخليجية وإما الاستمرار في المقاطعة، فالمؤامرة عمرها عقدان، وبات اللعب على المكشوف، وقالت قطر علنًا ما كانت تخفيه من سنوات، وبان (المستخبي) وانحازت قطر لإيران علانيةً بعد أن كان خفية، وباتت تتبنى وجهة النظر الإيرانية في كل ما من شأنه يسوء السعودية وصل إلى محاولات بائسة في منع حجاجها من أداء مناسبك حجهم، لولا تدخل الشيخ عبد الله بن علي الذي قدم وساطة انطلاقًا من أخوة الدين والرحم والجوار، قبلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وزاد عليها كرمًا على كرم وجعلهم في ضيافته وأمر بإنشاء غرفة عمليات تهتم بأمرهم على مدار الساعة.
عندما أعلنت قطر في وسائل إعلامها أن لا حجاج لها في مكة، تكون قد (سيست) الحج واعترفت على نفسها بذلك في أشهر رعونة إعلامية يمكن أن تسمع عنها، فالأمر لا يحتمل كل هذا النكران الفج، مادام أكثر من ألف حاج قطري وصلوا إلى مكة أمام مرأى العالم والناس أجمعين.
على قطر أن ترعوي وتترك الشقاق والعناد وتعود إلى حضنها الخليجي وفقًا لشروط الدول الأربع المناهضة للإرهاب، وإلا فإن مستقبلها مجهول في ظل دعم الإرهاب واحتضانه، أما الارتماء في أحضان قوى إقليمية تتربص بنا المنون فهي قصة أخرى من قصص السياسة القطرية المرتبكة، والنتيجة بائسة ولات ساعة مندم، عليها أن تعطي لشعبها الكريم المكانة اللائقة، بدلاً من الاعتماد على مجموعة من (المرتزقة) الهاربين من بلدانهم الذي باتوا يمثلون قطر قولاً وفعلاً بطريقة مكشوفة وغبية وساذجة.
وإذا كان الحج لم يسلم من أبواق الإعلام القطري فماذا يمكن أن ننتظر سوى طوام أخرى يسجلها التاريخ صفحات سوداء ، باعتبار الحج شعيرة إسلامية غير قابلة للتسيس والإفساد والظلم، والحج غير قابل للمراهنة، إما أن تحج بلا رفث ولا فسوق أو تبقى عند أهلك.
أدت جموع الحجيج - بحمده وفضله - مناسكها في يسر وسهولة كما هي العادة كل عام، ونجحت بلادنا في إدارة الحشود لعدد تجاوز مليوني حاج شهد بذلك القاصي والداني وتابع أعمال الحج التلفزة العالمية بحالة من الانبهار والدهشة والإعجاب، ونقلت نجاح المهمة لهذا العام بلا حوادث ولا أمراض وبائية بصورة تجعلنا نبذل المزيد والمزيد، ولا يسعنا هنا إلا أن نهنئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير/ محمد بن سلمان بن عبد العزيز على نجاح حج هذا العام مقدرين الجهود التي بذلتها حكومتنا الرشيدة ومؤسسات الدولة (مدنية وعسكرية) في تيسير حج هذا العام، وهي جهود كبرى عملها الجميع بتفانٍ وإخلاص.