أحمد المغلوث
إلى متى يصمت العالم ويبقى ساكتاً كالموتى لا حراك فيه ولا روح، وأرواح الآلاف من مسلمي الروهينجا يقعون ضحايا للعنف والاستبداد والتصفية، وبالتالي إجبارهم على الفرار، بل إن الأمم المتحدة وفي تقريرها الأخير اشارت إلى ارتفاع أعداد الفارين من هذه الفئة المسلمة البائسة واليائسة سيرتفع من 120 إلى 300 ألف في الوقت الذي تواصلت فيه واستمرت عمليات التصفية والحرق في بعض المناطق تحت أنظار العالم الذي بات يقال عنه مقولة «ساكت ولا كلمة» ما عدا تنديد وتصريح هنا أو هناك لا يغني ولا يسمن من جوع.
نعم نقول الى متى الصمت، والموت يطارد هؤلاء المسلمين الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة الا الاستسلام والفرار، والى أين؟ انهم كملتجىء من الرمضاء للنار. فالدولة القريبة منهم «بنغلاديش» تعاني ظروفا اقتصادية قاهرة، وليس لها قدرة على احتضان القادمين والاهتمام بهذا الشعب المسكين. ونكرر والعالم بدأ يشعر بما يعانيه مسلمو الروهينجا عبر ما نقلته له وسائل الاعلام المعاصرة من صور بشعة ومخيفة.. جعلت بعض الدول تنظم المظاهرات المنددة والشاجبة لما يحدث. بل تضاعفت حدة الانتقادات العالمية التي راحت تطالب بسحب جائزة نوبل من (اونج سان سوتشي) مستشارة الدولة في بورما؛ نظراً لانها لم تبد اعتراضاً على ما يجري في بلادها من عنف واستبداد وتصفية تحت نظرها وسمعها.. ولم تتدخل على الاقل إنسانيا تجاه ما يحدث، وبالرغم من تنديد المنظمات الدولية إلا أن المعاناة مستمرة ومع اشراقة كل يوم جديد يفر المئات الى المجهول بحثاً عن النجاة والأمن والغذاء، ويستمر الصمت ورغم ما يكتب في الصحافة الاسلامية والعالمية عن مأساة الروهينجا، والجدل الذي يثار حول إمكان تدخل عالمي للقضاء على هذه المأساة أو عدم التدخل والاكتفاء بالتنديد والشجب. وهذا اضعف الايمان. كأن ما يحدث ولا يزال ما هو الا شؤون خاصة في دولة ذات سيادة. وليترك الحال كما هو عليه. وحتى كتابة هذه الزاوية تستمر المعاناة والعنف والتصفيات لاخواننا المسلمين الضعفاء الذين لا حول لهم ولا قوة الا بالله ثم بنا كمسلمين.
والحق أن معاناة هذا الشعب المغلوب على أمره بدأت حكايته ومعاناته المشينة والمؤلمة في ذات الوقت منذ بدأ الاستعمار البرتغالي كما تشير المراجع التاريخية المختلفة في القرن الرابع العشر الميلادي، وفي سنة 1784م بدأت قصة الظلم والاضطهاد على أشده حينما احتل الملك البوذي (بودا باية) أراكان وضمها إلى بورما خوفاً من انتشار الإسلام في المنطقة، وعاث في الأرض الفساد. ومن هنا بدأت قصّة معاناة شعب كامل من المسلمين وضاعت فصولها وسط جراحات الأمّة المتتالية وانشغالات دول العالم بهمومها. وبالتالي ومع مرور العقود تناسى العالم «الروهينجا» ولكن في السنوات الأخيرة بدأت مأساتهم تتزايد بصورة فجة مع تضخم طرق الاضطهاد والعنف والحرائق. الأمر الذي جعل المأساة تظهر على سطح العالم رغم صمته وغفوته عنهم الدائمة. واليوم علينا جميعا كمسلمين ان نشير الى قضية مسلمي الروهينجا «أركان» العادلة والعمل على مساعدتهم بكل ما نستطيع. فهل نفعل؟ نأمل ذلك؟!.
تغريدة:
يبقى للكلمات تأثيرها في مختلف القضايا الداخلية والعربية والعالمية، مهما قيل غير ذلك، المهم أن نكتب ونقول ونقول، وهذا أضعف الإيمان.