على عادة كريمة وكبيرة لم ينقطع عنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من التواصل مع جميع أفراد الشعب والاهتمام بكافة المواطنين لا سيما من لهم دور في خدمة الدين والوطن فإنه يحرص على تفقد أحوالهم والاهتمام بهم كسائر المواطنين.
وقد رأيت منه -حفظه الله- اهتماما بأهل العلم ورجال الدولة ومتابعة لحالتهم الصحية والشخصية في كل الأوقات وكل الظروف.
وسعدت أيما سعادة بزيارته الكريمة لجدي معالي الشيخ ناصر الشثري وحديثه إليه في تاريخ الوطن والعرب والمسلمين، وأمانيه المتكررة برفعة حالة العرب والمسلمين وأن ينهضوا من سباتهم.
وهو حفظه الله ممن تسابق أفعاله أقواله، فما قام به من وقوف إلى جانب الشرعية في اليمن الشقيق ونصرة الأشقاء في سوريا يدلان أكبر الدلالة على رغبته الكبيرة في تعديل واقع العرب والمسلمين.
هذه الزيارة وقبلها هذه المواقف الملكية الكريمة شحذت همتي لكتابة قصيدة تاريخية في حال العرب والمسلمين الذي يقول لسان حالهم ومقالهم: وا سلماناه.
الصندوقُ الأسود
يَصُبُّ صَبَابَةً دَمْعِيْ صِِبَابَا
عَلَى مَجْدٍ وَبَدَّلَهُ سَرَابَا
تَهِلُّ نَوَاظِرِيْ ثَجًّا مَعِيْنًا
طَلَيْتِ دَمًا بَنَانَكِ أَمْ خِضَابَا؟
أُنَادِيْكُمْ أَلَاْ وَأَجُرُّ نَظْمًا
لَوِ اسْتَصْرَخْتُ جُلْمُوْدًا أَجَابَا
أُنَادِي والجِبَالُ تَصُدُّ صَوْتِي
وَيَرْمِقُنِي وَأَرْمِقُهُ الغُرَابَا
وَقَسْوَرَةٍ يَئِنُّ وَرَاءَ أَسْرٍ
بِأَنَّ لَقَدْ تَكَأْكَأَتِ الكِلَاْبَا
وَزَمْجَرَ دُوْنَ مَلْكِ الغَابِ ضَأْنٌ
لَكَ يَوْمٌ وَلَا تَأْمَنْ إِيَابَا
تَأَبَّطْنَا القَبَائِحَ بَعْدَ كُنَّا
لِيَوْمِ وَغَىً تَأَبُّطُنَا رِبَابَا
رَوِيْنَا مِنْ كُؤُوْسِ الذُّلِّ حَتَّى
قَرَعْنَاهَا النَوَاصِيَ مُسْتَطَابَا
مَرَامُ التِيْهِ رُمْنَاهُ مَرَامًا
وَإِنَّ النَّبْحَ قَدْ نَطَحَ السَحَابَا
وَقُدَّتْ لُبْدَةُ الضِّرْغَاْمِ جَوْرًا
وَأُلْبِسْنَا مِنَ العُرْيِ الثِّيَابَا
فَإِنْ نُعْدَدْ بِأَعْدَاْدِ الذُبَابِ
بِأَفْعَالٍ وَلَا وُزِنَتْ ذُبَابَا
قَلِيْلُ اللَّيْثِ خَيْرٌ مِنْ كَثِيْرِ
طُوَيْرَاتٍ وَلَوْ كَانُوْا غِضَابَا
أَلَا هُبُّوْا فَقَدْ طَالَ المَغِيْبُ
وَبَزْغُ الشَّمْسِ نَبْدَؤُهُ شِهَابَا
فَلَا خَيْرٌ بِذِي الدُّنْيَا إِذَا لَمْ
نُجَثِّيْهَا الحُزُوْنَةَ والصِّعَابَا
تَخَاشَرْنَا السِيَادَةَ مَعْ أُنَاسٍ
إِذَا عُزُّوا قَدِ اكْتَأَبُوْا اكْتِئَابَا
ذِنَابُ الكَلْبِ عُوْجٌ لَا تُهَدَّىْ
وَقَدْ أَبَتِ الثَعَالِبُ أَنْ تُهَابَا
سَقَيْنَاكُمْ إِذَا جَفَّتْ سَمَاكُمْ
وَبَعْدَ عَرَىً كَسَيْنَاكُمْ ثِيَابَا
فَلَا عِبْنَا لِذَمٍّ مِنْ غَضِيْضٍ
فَإِنَّ العَيْبَ: ذُوْ خِزْيٍ وَعَابَا
** **
- عبدالله بن محمد بن ناصر أبوحبيب الشثري