فهد بن جليد
هي أجمل طريقة شعبية للتسويق، فالمقصود اجعل الفكرة والمعلومة في جيبك اليوم، وقرر اتخاذ الخطوة بالشراء غداً، لستُ مُتأكداً من صحة مقولة (لا توجد فكرة جديدة، ولكن هناك حلول وطُرق جديدة)، فقد قيل الكثير عن توالد الأفكار وأنَّ كل ما تفكر به، سبق أن خطر على بال غيرك من الناس، ولكن الفرق من الذي بدأ بترتيب الأفكار وطرحها بشكل مُنظم لتبدو وكأنَّها جديدة.
مؤخراً اخترع شاب بريطاني يُدعى (رايان ياسين) ثياب قادرة على النمو مع الطفل، فهي تتوسع حسب جسم الطفل وأطرافه، بحيث يستطيع أن يرتديها أطول وقت مُمكن، دون الحاجة لرميها أو التخلص منها، الفكرة جاءت من خلال استخدام نوع مُعين من الأقمشة التي تستطيع الانكماش والتمدد حسب حجم جسم الطفل، هذا الأمر بالنسبة لنا لا يبدو فكرة جديدة، فجداتنا فكرنَّ سابقاً بذلك عندما كانت ملابس الأطفال سريعي النمو تحوي (كفلة - صفطة) في الكم من القماش الزائد، أو في الأسفل كما هو معمول به اليوم، وذلك من أجل أن تنمو هذه الثياب مع الطفل أطول وقت ممكن، لتتكيف مع طوله الجديد، ونمو أطرافه.
الهدف من الفكرة البريطانية الحديثة، لا يختلف إطلاقاً عن فكرة جداتنا وأسلوب خياطة الملابس أيام الطيبين، لتتكيف مع ظروف الحياة وصعوبتها في تلك الفترة، ولكن الفرق يكمُن في استخدام أساليب وحلول وقوالب جديدة لتسويق ذات الفكرة.
ما أريد إيصاله من هذا المثال أن الأفكار التي نسمعها وتبهرنا من الآخرين بشكل يومي عبر الاتصال الشخصي أو عبر وسائل الإعلام أو من خلال وسائط وشبكات التواصل الاجتماعي، ونرى أنَّها سبباً لنجاحهم وتفوقهم في الحياة، ربما كنا نمتلكها في وقت من الأوقات - قبلهم حتى - ولكن الفرق من الذي حافظ على الفكرة ودونها وطوَّرها، وأعاد اكتشاف مزيد من الحلول والأساليب لتطبيقها بسهولة، وكما قيل (التفكير عملية تتطلب الشجاعة أكثر من الذكاء)، على اعتبار أن خشية الناس من المواجهة أو الفشل هي السبب الرئيس لكتم الكثير من الأفكار التي يحملونها.
الفكرة التي تمتلكها أو تدور في ذهنك اليوم، ستتحول إلى سبب لنجاح غيرك في المُستقبل، فلما لا تنجح أنت أولاً بسبب ما تحمله من أفكار، بدلاً من الانتظار والخوف وخشية الناس.
وعلى دروب الخير نلتقي.