عمر إبراهيم الرشيد
لا أكتب هذا المقال كتحليل رياضي لأن هذا له مختصوه وملحقه الخاص، وان كانت مناشط الحياة مرتبطة بعضها ببعض تأثراً وتأثيراً، فالرياضة أصبحت رافدا اقتصادياً واجتماعياً، وهي أساس صحة وحيوية الشعوب. عاش السعوديون مساء الثلاثاء الفائت فرحة تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في العاصمة الروسية موسكو العام القادم، وهو محفل يتعدى زخمه المجال الرياضي كما نعلم، فكم من بلد وشعب عرفهما العالم بشكل أوسع عن طريق كأس العالم. وصحيح أن الثورة الرقمية سهلت وصول المعلومة لكن ليس كل متصفح باحثاً عنها ومبادراً إليها، ولذلك تحرص الدول المشاركة على تنظيم معرض مصغر للتعريف بها ثقافياً وحضارياً وتنموياً، ومنها المملكة على امتداد مشاركاتها الأربع السابقة.
أما التأهل هذا العام فقد أتى بعد جهد مديد بينما كان التخوف والترقب في مواجهة المنتخب الوطني مع اليابان على أشدهما، لذا أتت الفرحة عارمة، خاصة أنها أتت بعد نجاح الموسم العظيم في المشاعر المقدسة ونجاح التنظيم وخدمة ضيوف الرحمن، فلله الحمد والمنة والفضل.
بعد هذا يحسن التذكير بأن المنتخب الوطني بلاعبيه وطاقمه الفني والإداري إنما هم سفراء وممثلون لهذا البلد، ولا يخفى على أي عاقل مدرك أن المملكة حكومة وشعباً يمران بفترة حساسة وتحد عارم، نتيجة ما تمر به المنطقة العربية والخليج من مرحلة لم يسبق لها مثيل في العصر الحديث على الأقل. لذا فسلوك اللاعبين والاداريين وباقي أعضاء المنتخب قد يكون تحت المجهر كما نقول بتعبيرنا الدارج، حينا نتيجة فضول صحفي وآخر بغية التصيد لغايات أخرى، وهنا يكون الضبط النفسي والتهيئة للاعبين دون استثناء، مع استحضار أن عصر الثورة الرقمية والاتصال هذا قد أسقط الحواجز كما يقال وأصبح نقل الخبر والصورة المتحركة بسرعة البرق.
وإن كان هناك من إضافة إلى الجانب الرياضي طالما نحن بصدده، فمن بديهيات الإدارة أن أعرف شخصاً بنواقص المنتخب ومزاياه انما هو المدرب الحالي، وبالطبع هو من يقف خلف المستوى المتطور للمنتخب فنياً، لذا فإثارة مسألة استبداله تعد تهوراً وسطحية في التفكير، واستقرار الجهاز الفني من أسس بناء أي منتخب.
قبل الختام، كانت لوحة رائعة في استاد الجوهرة بجدة، ذلك الحضور الجماهيري الطاغي والتشجيع الهادر، توج تلك اللوحة حضور الأمير الشاب وتلويحه لهم مشجعاً بفرح غامر، حمى الله هذا الوطن من كل مكروه وبلاد المسلمين عامة، ووفق شبابنا علمياً ورياضياً ووطنياً، وكل عام وأنتم بخير.