الحمد لله القائل {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
توفيت خالة الأبناء نجلاء بندر الحمدان يوم الخميس الموافق 26-10-1438 بعد صراع مع المرض لم يمهلها طويلاً، فالحمد لله على قضائه وقدره، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
وأنا هنا أتحدث عن الابنة حملت منزلة الأم هي كذلك فقد كانت حريصة كل الحرص - رحمها الله - على والدتها وإخوانها وإخواتها وأبنائهم، حيث تتابع كل صغيرة وكبيرة فيما يخصهم فتسأل عن هذا وذاك وتبذل ما بوسعها لإسعادهم ورضاهم هي التي كانت تجمع الجميع في جميع المناسبات وتوفر لهم كل ما يحبون لأجل راحتهم وفرحتهم، كل هذا تم قبل مرضها واستمر ذلك أثناء المرض لم تتنازل عن دور الأم رغم أن والدتها -حفظها الله- تملك كل معاني الحب والحنان لأبنائها إلا أنها -رحمها الله- تشاركها ذلك رغبة منها لتخفيف العبء على والدتها فقدها الكبير ولاصغير من العائلة وتركت أُثراً واضحاً على الجميع، كانت -رحمها الله- كريمة أخلاق ومال وطيبة قلب ينبع منه الحنان والرحمة لا تتردد في إكرام الجميع بتأمين ما يحتاجون دون كلل ولا ملل، فسعادتها حينما ترى من حولها سعيداً، كانت باذلة للخير للمحتاجين وتتلمس احتياجاتهم وتقضيها، مواقفها الكثيرة مع الأبناء دعتني أكتب هذه الأسطر رغم يقيني أنني مهما كتبت لن أوفيها حقها فهي مجموعة خصال حميدة اجتمعت في شخصيتها الكريمة، الحضور الملفت في العزاء من الأقارب والأصدقاء وزميلاتها في العمل مؤشرات دلت على محبة الجميع لها، وهذا ما أثلج صدورنا وخفف مصابنا. باختصار إنها اليد الحانية التي امتدت لجميع أفراد العائلة لا حرمها الله الأجر والمثوبة.
نسأل الله العلي القدير أن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان وأن يرحمها رحمة واسعة وأن يجعل ما أصابها تكفيراً وتمحيصاً وأن يرزقها الفردوس الأعلى من الجنة دون حساب أو سابق عذاب، وأن ينزل على أهلها ومحبيها العزاء والسكينة، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- وليد محسن التويجري