د. محمد بن فهد بن عبدالعزيز الفريح
لقد كنتُ, ولا زلتُ محباً للشيخ عبدالله ابن جاسر، داعياً له - رحمه الله, منتفعاً من كتابه العظيم «مفيد الأنام» الذي حرر فيه مسائل الحج والأضحية.
فأحببتُ أن أكتب طرفاً عن سيرته, وشيئاً من أخباره, سائلاً الله أن ينفعني, وأن ينفع من يطلع عليها, ويرزقنا العلم النافع, والعمل الصالح.
فالشيخ عبدالله هو العلامة الفقيه القاضي الفرضي عبد الله بن عبد الرحمن بن جاسر بن محمد بن جاسر التميمي الوهيبي - رحمه الله.
وُلد في أشيقر من منطقة الوشم في شهر محرم عامَ 1313هـ، ورباه والده عبد الرحمن أحسن تربية، ولما بلغ من العمر سبع سنين جعله عند عبد الرحمن بن موسى، يعلمه القرآن الكريم، ولما بلغ من العمر خمس عشرة سنة حفظ القرآن.
ثم اشتغل بطلب العلم لدى الشيخ العالم المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى - رحمه الله - في بلد أشيقر ولازمه ملازمة تامة، وكان ابتداؤه لطلب العلم لديه سنة 1326هـ، وما زال يقرأ عليه في كثير من الفنون قراءة بحث وتحقيق إلى سنة 1342هـ.
ومن الكتب التي قرأها على شيخه في أول الطلب مجموعة التوحيد المطبوعة على نفقة قاسم بن ثاني - رحمه الله -، ثم بعد إكمالها قرأ عليه كتاب فتح المجيد في التوحيد، كرره عليه مراراً، ثم قرأ عليه في الفقه شرح الدليل للشيخ عبد القادر التغلبي، ثم شرح الزاد للشيخ منصور البهوتي، ثم شرح الشنشوري مع حاشية إبراهيم الباجوري على الرحبية في الفرائض، كرره قراءةً على شيخه ما لا يقل عن تسع مرات، ثم في العربية شرح الشيخ خالد على الآجرومية، ثم متممة الآجرومية وشرحيها للأهدل والفاكهي، ثم شرح القطر لابن هشام، ثم قرأ عليه شرح المنتهى للشيخ منصور البهوتي قراءة بحث وتحقيق وتفهم وتدقيق, وأكمل دراسته عليه مرتين، وعلق على شرح المنتهى حين قراءته على شيخه قال الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -:(وعلق على شرح المنتهى على نسخته الخطية أثناء الدرس والمطالعة حاشية حافلة تحتوي على فوائد نفيسة, وهي باقية حتى الآن لم تجرد، ولو جردت لجاءت في مجلدين وليتها تجرد، لأن الكتابة قد استغرقت جميع مواضع البياض، ويخشى من انقطاع أطراف الورق، فتذهب الفائدة بفقدان بعض الكلمات).
وقرأ على شيخه في العروض كتاب (الجدول الصافي في علمي العروض والقوافي)، وقرأ عليه الجزرية وشرحيها لابن المصنف والشيخ زكريا الأنصاري، وقرأ عليه أطرافاً من الكتب الستة, وتفسير القرآن العظيم لابن كثير، وغير ذلك من الفنون والعلوم.
ولازم المترجَم له شيخه الشيخ إبراهيم ست عشرة سنة، إلى أن انتقل الشيخ إبراهيم إلى بلد عنيزة.
وقد أجازه شيخه الشيخ إبراهيم بن عيسى - رحمه الله - بإجازة حافلة.
وكان الشيخ عبدالله - رحمه الله - أثناء طلبه للعلم ينسخ بعض الكتب بيده, وقد اطلعتُ على جزء من كتاب الإنصاف للمرداوي في الفقه الحنبلي نسخه الشيخ عام 1337هـ.
وكان يُعلِّق على الكتب التي يقرأها, ويصحح, ويضيف بعض الفوائد, وأحياناً يقابل المطبوع بالمخطوط, فقد قابل مثلاً كتاب «القواعد» لابن رجب المطبوع بالمخطوط, وصحح, وعلَّق, وكتب في آخره: (قابلتُ هذه النسخة على النسخة الخطية بالدقة, والعناية, والإتقان, ووقع الفراغ من المقابلة في الرابع من شهر ربيع الثاني سنة1361هـ وذلك بمنزلي بالعنبرية بمدينة خير البرية نبينا محمد عليه من الله أفضل الصلاة والسلام, ورزقنا ربنا جل وعلا بمتابعته دار السلام بمنه وكرمه وجوده فإنه أرحم الراحمين, وأكرم الأكرمين...).
وكان - رحمه الله - كثير التملك للكتب المطبوعة والمخطوطة, بل يصف بعض المخطوطات وصف الخبير بها.
وقد جدَّ الشيخ عبدالله - رحمه الله - في تحصيل العلم واجتهد في طلبه, فأخذ عن العلماء ولازمهم, وتتلمذ على عدد منهم, فأول مشايخه هو الشيخ عبدالرحمن بن موسى الذي علّمه قراءة القرآن.
ومن العلماء الذين أخذ عنهم:
1. الشيخ العلامة المؤرخ إبراهيم بن صالح بن عيسى - رحمه الله - وقد مضى ذِكْر طرف من تتلمذ المؤلف وقراءته عليه.
2. الشيخ العلاّمة السلفي محمد الطيب الأنصاري - رحمه الله -، فقد قرأ عليه بالمدينة النبوية شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، واستفاد منه في علم العربية كثيراً, وقد خصص الشيخ محمد مجلساً خاصاً بالشيخ عبدالله ليقرأ عليه.
3. الشيخ سعد وقاص - رحمه الله - قرأ عليه في التجويد.
4. الشيخ المحدث عبيد الله بن «صبح» الإسلام السندي الدهلوي - رحمه الله -, وقد أجازه بمروياته عن مشايخه.
5. الشيخ محمد عبد الحي الكتاني - رحمه الله -, سمع منه الشيخ عبدالله الحديث المسلسل بالأولية بمكة في 24-12-1351هـ, وقد أجازه بجميع ما له من مرويات ومقروءات ومسموعات.
وله مشايخ غير هؤلاء - رحمهم الله جميعاً.
سافر الشيخ - رحمه الله - إلى مكة عام 1348هـ وتولى القضاء بها في شهر صفر سنة 1350هـ.
ثم نُقل إلى قضاء الطائف عام 1355هـ.
ثم إلى القضاء بالمدينة النبوية عام 1356 لمدة سبع سنين.
وفي أول سنة 1363هـ صدر أمر الملك عبد العزيز - رحمه الله - بنقله إلى مكة للعمل عضواً برئاسة القضاء, ثم صدر الأمر بأن يكون معاوناً لرئيس القضاء.
ثم صار رئيساً لمحكمة التمييز بالمنطقة الغربية وذلك في شهر ذي الحجة عام 1381هـ, مع عضويته في مجلس القضاء, وبقي في هذا العمل حتى تقاعد في 26-6-1393هـ.
يقول الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -: (نُقلتُ من رئاسة المحكمة الكبرى بالطائف إلى عضوية محكمة التمييز للمنطقة الغربية بمكة المكرمة، وكان المترجَم يومئذ هو رئيس هذه المحكمة، وذلك عام 1391هـ حتى تقاعد عن العمل في 29-6-1393هـ... وفي هذه السنة المذكورة سنة 1393هـ عَرَضَ على المترجَم مجلسُ القضاء إعادة تمديد مدة عمله بعد أن مُدِّد له مرات عدة، فرفض ذلك وارتاح عند مكتبته بمكة المكرمة).
مكث الشيخ في القضاء أكثر من أربعين سنة, أسأل الله أن يجعلها ذخراً له يوم يلقاه.
كان - رحمه الله - مشاركاً في لجان علمية, خاصة ما يتعلق بالمشاعر المقدسة من جهة حدودها, وبعض المسائل الفقهية المتربطة بها.
ولم يكن الشيخ مقبلاً على التدريس منشغلاً به, وذلك لكثرة أعمالة وانشغاله بالقضاء والتأليف, ومع ذلك درَّس مادتي التوحيد والفقه الحنبلي، في مدرسة العلوم الشرعية بالمدينة النبوية، التي أسسها أحمد الفيض آبادي في سنة 1340هـ.
قال الشيخ العلامة محمد بن عبدالعزيز بن مانع - رحمه الله - معلقاً على نسخته من كتاب مفيد الأنام: (المعروف أن المؤلف لم يشتغل بالتدريس لا لقصور به عن ذلك, ولكن لكثرة أعمالة الشاغلة له عن التفرغ للتعليم).
مؤلفاته: لقد ألف الشيخ كتباً وهي:
1. مفيد الأنام ونور الظلام في تحرير الأحكام لحج بيت الله الحرام, قال الشيخ عبدالله - رحمه الله -: (فرغتُ من تأليفه ثالث ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة وألف, بدارنا بمكة المشرفة المعروفة في حارة شعب عامر... ثم إني بعد الفراغ من تأليف هذا الكتاب تراخيت عن تبييضه؛ لما أنيط بي من كثرة الأعمال, ثم استعنت بالله جل وعلا وابتدأت في تبييضه غرة محرم سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة وألف, وفرغت منه في آخر ربيع الأول من السنة المذكورة).
وهذا الكتاب «مفيد الأنام» كتاب عظيم القدر, تام الفوائد, هو من أنفس الكتب في بابه, وقد استبشر أهل العلم به قبل صدوره حتى قال الشيخ علي الهندي - رحمه الله -: (كنتُ أسمع من سنتين بشرى لا زلت انتظرها بفارغ الصبر؛ وهي نبأ ظهور كتاب في مناسك الحج... لفضيلة الشيخ عبدالله بن جاسر. وكنت مسروراً جداً لهذه البشرى وهذا النبأ... وها هي البشرى قد صحت, والأمنية قد تحققت, فظهر الكتاب حافلاً بالمواضيع النادرة..). ولا يزال أهل العلم يرجعون إليه, ويستفيدون منه, بل ويذهبون به إلى الحج, ويحملونه معهم بين المشاعر, وقد حدثني شيخنا العلامة أحمد بن عبدالله بن حميد - حفظه الله - أن والده سماحة الشيخ عبدالله - رحمه الله - كان يصطحب كتاب مفيد الأنام أيام الحج.
وحدثني معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي - غفر الله له - أنه قرأه على سماحة الشيخ عبدالله بن حميد - رحمه الله - قبل أكثر من خمسين سنة, وأن الشيخ ابن جاسر كان يأتي إلى الشيخ عبدالله فيتذاكران العلم.
وقال إمام الحرم المكي معالي الشيخ محمد السبيل - رحمه الله -: (كتابه «مفيد الأنام» خير شاهد على فقهه وعلمه - رحمه الله -, فهو من أنفع وأجود كتب المناسك).
والكتاب أثنى عليه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - وأحال عليه, وقال سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ - غفر الله له - عن الكتاب: (أبدع في تحريره وأجاد, وأطال النفس في تفصيله وأفاد...), ومن أهم ما تميز به الكتاب بعد تحرير المسائل الفقهية وحُسن النقل, تحديد الأماكن التي في المشاعر تحديداً دقيقاً, فتراه تارة يقول عن موضع هو بين كذا وبين كذا ألف ذراع كما اختبرنا ذلك, ولما ذكر الصخرات التي وقف عندها رسول الله بعرفات بيّن موضعها وحرر مكانها, وأفاد - رحمه الله - أنه لم يجد من حدد موضعها في كتاب تحديداً واضحاً كافياً, ولما ذكر «ثنية كُدى» قال: (تعرف الآن بريع الرسام... وهي الآن في الشارع العام الموصل إلى جرول).
ولما تكلم عن العَلَم الفاصل بين عرفة وعرنة وبيان موضع الحد, قال: (وجدتُ مكتوباً... في حجر ملزق بالعلم ما نصه: أمر بعمارة علمي عرفات... سيدنا ومولانا الإمام الأعظم مفترض الطاعة على كافة الأمم أبو جعفر المنصور عبدالله أمير المؤمنين, أمتع الله بطول بقائه) إلى غير ذلك من الفوائد التي لا تجدها في غيره.
وقد أمضى الشيخ عبدالله بن جاسر - رحمه الله - في تأليف الكتاب ما يقارب من ستة عشر عاماً, كما حدثني الشيخ أحمد بن حميد عن والده سماحة الشيخ عبدالله - غفر الله لهما.
ولعظم مكانة هذا الكتاب تناوله العلماء قراءة وتعليقاً وتسديداً.
2. حاشية على المنتهى وشرحه, علقها أثناء الدرس وفي أوقات المطالعة, قال الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -: (علَّق على شرح المنتهى على نسخته الخطية أثناء الدرس والمطالعة حاشية حافلة تحتوي على فوائد نفيسة, وهي باقية حتى الآن لم تجرد، ولو جردت لجاءت في مجلدين وليتها تجرد).
3. فوائد في الفقه الحنبلي, لا تقل عن ستة كراريس, وقد اطلعتُ على فوائد فقهية في صفحات قيدها الشيخ - رحمه الله.
4. تنبيه النبيه والغبي فيما التبس على الشيخ المغربي, ألفها في المدينة في آخر شعبان سنة 1358هـ, رد فيها على رجل يقال له: صالح التونسي, وذلك حين أنكر تكليم الله موسى، وزعم أن جبريل أظهر لموسى كلام الله من اللوح المحفوظ، وهذا اعتقاد فاسد مبتدع خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة، من أن الله جل وعلا كلَّم موسى حقيقةً بكلام سَمِعَه موسى من الله تقدس وعلا، وتتضمن الرسالة سماع جبريل عليه السلام القرآن الكريم من رب العزة والجلال والإكرام، وأن الله يتكلم إذا شاء بصوت.
وهذا الردُّ الذي كتبه الشيخ عبدالله - رحمه الله - إنما هو من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي كان الشيخ - رحمه الله - حريصاً على أن يقوم به.
5. رسالة في وجوب السمع والطاعة لولي أمر المسلمين وإن جار ما لم يأمر بمعصية، ألفها في بلد شقراء في 25-8-1347هـ, وسبب تأليفها ما حصل من الإخوان (إخوان من طاع الله) ومنازعتهم لولي الأمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -، قال الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -: (وهي رسالة مفيدة) وقد منَّ الله علي بتحقيقها وقد طبعت طليعة هذا العام - نفع الله بها, وهي رسالة قيمة تمسُّ الحاجة إليها في هذا الزمان, وقد جعلتُ بين يدي الرسالة ترجمة حافلة له - رحمه الله -, وهذا المقال مستفاد منها.
6. رسالة في تحريم الغناء والمعازف والمزامير, كتبها الشيخ - رحمه الله - عام 1381هـ , وقد هيأتُها للطبع بفضل من الله.
7. تحفة الأحباب في أعيان تميم والرباب, قال الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -: (وقد رأيته في سبعة أجزاء كبار بخطه، ولكنه أخفي بعد موته).
حدثني أخي الشيخ المؤرخ عبدالله البسيمي - حفظه الله ونفع به - أنه ما نصه: (في يوم الاثنين 22-8-1423هـ اتصلتُ بالشيخ عمر بن محمد الجاسر أسأله عن مؤلف عمه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجاسر الذي ألفه عن قبيلة تميم وعنوانه (تحفة الأحباب في أعيان تميم والرباب)، فأفادني الشيخ عمر أن عمه أخذ في تأليفه عشرين عاماً، وأن الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ قدَّم له، وقال الشيخ عمر: إن الشيخ حسن آل الشيخ أرسل لي شخصياً رسالة يستفسر فيها عن الكتاب. ويقول الشيخ عمر: إن عمي قد طلب مني طبع الكتاب المذكور, ولكني تأخرت وسوفت، فلما ذهبتُ إليه لآخذه للطبع كانت نظرة عمي قد تغيرت تجاه الكتاب..).
والشيخ عبدالله بن جاسر - رحمه الله - كان له اهتمام قديم بالأنساب, فقد كتب فيه ونقل وحرر وهو في الثانية والعشرين من عمره.
والشيخ عبدالله بن جاسر - رحمه الله - قد حاز إعجاب مشايخه ومعاصريه من العلماء فأثنوا عليه بما هو أهل له, فممن أثنى عليه:
1. شيخه الشيخ العلامة إبراهيم بن عيسى - رحمه الله - حيث قال: (الولد الصالح, والفتى الأديب اللوذعي الفالح عبدالله بن عبدالرحمن بن جاسر، رزقه الله علماً نافعاً وعملاً صالحاً بمنه وكرمه).
2. وقال عنه الشيخ العلامة مفتي الديار محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله -: (عالم فاضل لديه من الملكة العلمية, والخبرة الوطنية, والثقة والنباهة ما لا يوجد عند كثير من أضرابه).
وكان الشيخ محمد يرشِّح الشيخ عبدالله للجان علمية, ويجتمع به وبالعلماء ليتذاكروا ويتباحثوا مسائل العلم, خاصة ما طلب ولي الأمر الفتوى فيه.
3. وقال الشيخ الفرضي اللغوي عبدالعزيز بن سليمان الفريح - رحمه الله -: (العالم الفاضل الورع الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن بن جاسر).
4. وقال الشيخ علي بن محمد الهندي - رحمه الله - واصفاً الشيخ عبدالله: (رجل العلم والفقه والدين, والمتصف بدقة البحث, واستنباط المسائل الدقيقة, والصبر على القراءة - مهما كانت طويلة - ومحبة المراجعة والاستفادة, والرجوع في المناقشة مع من كان بيده الحق).
5. وقال الشيخ عبدالله البسام - رحمه الله -: (عرفتُ من خلال [عملي معه في المحكمة] مدى اطلاع المترجَم على العلوم الشرعية، لا سيما الفقه، فهو فيه واسع الاطلاع، سديد البحث).
6. وقال معالي الشيخ محمد بن عبدالله السبيل إمام وخطيب المسجد الحرام - رحمه الله -: (كان من العلماء المعروفين, والفقهاء المحققين, والقضاة البصيرين).
7. وقال الأستاذ عبدالعزيز بن مزروع الأزهري - رحمه الله - عن الشيخ عبدالله: (يُعدُّ من أفقه العلماء, وأورعهم وأعلمهم وأحبهم للاطلاع والتأليف, والاعتكاف في الحرم بعد الانتهاء من عمله الرسمي).
8. وقد سألتُ الشيخ صالح الحصين - رحمه الله - عن الشيخ عبد الله فترحم عليه وقال: (نِعْم الرجل - رحمه الله - طيبة وخُلُقاً ولطافة, ولقد جمعتنا لجنة مكونة من جهات حكومية عدة).
وبعد عمر حافل قضاه الشيخ - رحمه الله - بين طلب للعلم ونسخ لكتبه, وبين تأليف وبحث وتحقيق, وبين قضاء وقيام بشؤونه, توفي في اليوم العاشر من شهر صفر سنة 1401هـ في المستشفى العسكري بالهدا بالطائف, ونقل إلى مكة وصُلِّيَ عليه في المسجد الحرام، ودفن بمقبرة العدل, وقد بلغ من العمر 88 سنة - رحمه الله رحمة واسعة وجزاه خير الجزاء وأوفاه - وكم أتمنى أن تجمع أقضية الشيخ, وتُقدَّم بها رسالة علمية ينتفع بها أهل العلم والاختصاص, فالشيخ ثروة علمية قضائية بل هو من مفاخر علماء بلادنا - رحمه الله.