ياسر صالح البهيجان
في موسم حج هذا العام، أدّت وسائل الإعلام السعوديّة دورًا بارزًا في تغطية الحدث الديني الكبير، وكانت بحق في الموعد وعكست مدى تطوّرها ومهنيتها، لتؤكد أنها الرقم الصعب في خريطة النمو والتطور، وأنها جزء من المنظومة الوطنيّة الداعمة للجهود الحكوميّة سواءً في موسم الحج أو غيره من المواسم.
المملكة تمتلك مؤسسات إعلاميّة ذات ثقل وتأثير، والكفاءات الوطنية في المجال الإعلامي لا يمكن حصرها، وحتى نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي أظهروا حسًا وطنيًا يستحق الإشادة، وأكدوا أن الإعلام النزيه هو القادر على نقل الحقيقة من أرض الحدث إلى الجمهور المتلقي. كنّا لحظة بلحظة مصاحبين للحجيج، وقريبين من مشاعرهم الإيمانيّة، وقبل ذلك رأينا حجم الاهتمام بهم والخدمات الراقية الموفّرة لهم، والأهم أننا لسنا وحدنا من شاهد ذلك، بل العالم أجمع كان يراقب ما ترصده الوسائل الإعلامية من تغطيات وتقارير يوميّة.
الإعلام السعودي كان شريكًا رئيسًا في مواجهة الشائعات المغرضة والدعوات التحريضية ضد المملكة فيما يتصل بموسم الحج، وعكس اهتمام القيادة بالحجاج خطوة بخطوة، ووثّق ما يبذلونه رجال أمننا من جهود في خدمة الحجيج، وأبرز دور مؤسسات المجتمع المدني في تهيئة الظروف الملائمة لحج ميسّر ودون عناء، وما كانت تلك المشاهد لتصل إلى العالم لولا الوقفة الإعلاميّة المشرّفة.
ولا يمكننا أن نغفل دور وزارة الإعلام بقيادة وزيرها الدكتور عواد العواد التي أطلقت منصتين رقميتين لتغطية أحداث الحج الأولى تحمل اسم (SaudiWelcomesTheWorld.org)، والثانية باسم (Hajj2017.org)، وقد تمكنت من إيصال رسالة الحج إلى العالم من خلال قصص ملايين الحجاج بمختلف أعراقهم ولغاتهم، وقدمت المعلومات والتحديثات والأخبار عن الحج أولاً بأول، وهي بلا شك خطوة رائدة تنسجم مع التحولات التكنولوجيّة الراهنة، وتعزز من دور العمل الإعلامي المنظّم في نقل الأحداث الكبرى بما يتواءم مع حجمها وأهميتها.
والخطوة الإعلامية الأبرز في رأيي في هذا الموسم، هي تغطية وزارة الإعلام للحج بمختلف اللغات الدوليّة، بما يتفق مع عالميّة الحدث، ولا تستهدف المسلمين فحسب، فحتى غير المسلمين لديهم الشغف للتعرّف على هذه الشعيرة العظيمة، ويتملكهم إعجاب في قدرة المملكة على تنظيمه سنويًا على الرغم من الأعداد المليونيّة القادمة من شتى بقاع الأرض.
تنظيم الحج بدقة وإتقان وسلاسة كان رسالة من المملكة إلى العالم، أكدت حرصها على خدمة البقاع المقدّسة، ومدى اهتمامها بالمسلمين مهما كانت مذاهبهم وانتماءاتهم. هي رسالة سلام أتت متماشية مع تعاليم ديننا الحنيف وهدي رسولنا الكريم. رسالة محبّة إلى شعوب الأرض كافّة من بلد التسامح والتعايش والأمن.