خالد بن حمد المالك
لم يكن حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للمباراة التي تأهل فيها منتخب المملكة للمرة الخامسة لكأس العالم عفوياً، كما قد يتراءى لبعض من تابع المباراة واستمتع بنتيجتها، لكنه كان حضوراً أملته على سموه مسؤوليته الوطنية، وروحه الشابة، وقادته إلى الدرة المشعة ليكون واحداً مع بقية المشجعين للمنتخب، يصفق للاعبين، ويرفع علامة النصر، ويبتسم للجمهور، ويثير في لاعبي المنتخب العزيمة والإصرار لبلوغ كأس العالم.
* *
جاء سموه إلى الملعب كما الاثنين وستين ألفاً الذين حضروا المباراة، بلا مظاهر رسمية، وقد غاب فيها الحرس الملكي عن المتابعة اللصيقة وغير اللصيقة للأمير، ولم يكن مرتدياً للبشت كما هي عادة من يكون الشخصية الرسمية الأولى التي تحضر للمباريات، وبدا إنساناً متواضعاً وبسيطاً لا يختلف في حركاته وسكناته عن أي مواطن قصد ملعب الملك عبدالله ليؤازر منتخبه حتى يصل إلى نهائيات كأس العالم.
* *
انتهت المباراة، وفاز فيها المنتخب السعودي على المنتخب الياباني، وتأهل إلى نهائيات كأس العالم في موسكو، ولا يمكن أن نعدد أسباب الفوز دون أن نشير إلى حضور الأمير محمد بن سلمان، الذي رفع من المعنويات، وزرع في اللاعبين روح التحدي والإصرار، وكان هذا الحضور البهي لسموه تأكيداً على أنه لا خيار آخر للمنتخب السعودي إلا الفوز، والوصول إلى موسكو ضمن أقوى منتخبات العالم، وكان ما توقعه سموه وتمناه وآزر به المنتخب بحضوره شاهداً على اهتمامه بالرياضة وبالشباب، فكان أن ترجم أفراد منتخبنا توقعات سموه التي سبقت المباراة إلى الفوز الذي تحقق بحضور الأمير.
* *
ولا شك أن الأمير محمد بن سلمان لم يكن محبطاً من مستوى منتخبنا، ولم يكن لديه أدنى شك بأن الفوز سيكون حليفه أمام المنتخب الياباني، وإلا لما حضر، إذ إن حضوره يظهر ثقته بمستوى المنتخب السعودي وإمكاناته الكبيرة، وأنه على يقين بأنه سوف يكسب نتيجة المباراة، وثم الوصول إلى نهائيات كأس العالم، وحسناً أن سموه حضر وهو يحمل كل هذا التفاؤل الجميل، والثقة الكبيرة، فكان وجه السعد فعلاً الذي مهد الطريق للمنتخب بعد غياب طويل، ولتكون هذه هي المرة الخامسة التي يصل فيها منتخبنا إلى مونديال كأس العالم.
* *
لقد كان الحديث عن نتيجة المباراة مقترنة باسم محمد بن سلمان على لسان كل من حضر المباراة أو شاهدها عبر النقل التلفزيوني المباشر، لأن حضور ولي العهد المفاجئ إلى الملعب أعطى للمباراة طعماً، وللنتيجة قيمة إضافية، وللأجواء في هذا الملعب الجميل الذي غص بآلاف المتفرجين وضعاً غير معتاد، فخرج الجميع يتبادلون التهاني من جهة، ويتداولون تفاعل الأمير غير العادي مع سير المباراة.
* *
الطريق إلى كأس العالم بدأ من الآن، وعلينا أن نفكر في المشاركة مع أقوى منتخبات العالم في مباريات مهمة لا نريد أن نكون فيها ضيوف شرف، أو أن نكتفي بوصولنا إلى هذا المحفل الرياضي الدولي الأهم، بل إن علينا أن نواصل العمل والجهد، ونستفيد من دعم سمو الأمير محمد بن سلمان، حتى نترك انطباعاً جيداً في المباريات التي سيلعبها منتخبنا، وهذا لن يتحقق إلا بتقديم مستويات جيدة نحسم بها النتائج لصالحنا، وهذا يمكن أن يتحقق، ولم لا ومنتخبنا وصل للمرة الخامسة إلى نهائيات كأس العالم بحضور سمو ولي العهد.