«الجزيرة» - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
قصيدة متميزة جزلة للشاعر الكبير المقدم مشعل الحارثي، ألقاها في مِنى في حج هذا العام بين يدي مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره وأدام عزه-:
لا إله إلا الله الله ولا غيره شريك
راية التوحيد بالعز رفرفنا بها
مرحبا في ظلّها عند سلمان المليك
عد ما سارت بعبدالعزيز ركابها
عشت مولاي المفدَّى عسى العيد إيهنيك
يوم خلّيت العدا حانيات أرقابها
وقلت يا محمد تقدَّم ولله ارتجيك
وانتهض صقر العروبة وحمت عقابها
يا وطنَّا يا وطنَّا سلام الله عليك
بيعةٍ لمحمد المجد بايعنا بها
وأنت والله يا ولي العهد قبل أبتديك
فوق الأسماء كلَّها مجدها وألقابها
من سلف نايف خذيت العهد يومنه يجيك
وإنحنيت لبيعته يا خليفتنا بها
المعاني ماضيه فيك والحكم إيعنيك
كم نفوسٍ لابغينا نثير أعصابها
ما تدرَّجنا المنابر على الشعر الركيك
لين وقفّنا القصايد على محرابها
قالها اللِّي في مِنَى تحتريه ويحتريك
استلم جِدّْ المعاني وفصل إخطابها
السعودية بلادك وشعبك هم ذويك
وأشهد إنك قادح النار من مشهابها
يوم صكّات الوغى والعزاوي تنتخيك
سيِّدي من غيرك اللي يفك أنشابها
سيِّدي يابوفهد ياذرى من يلتجيك
العروبه في يمينك تشد أنصابها
والشريعه سيف حكمك وحكم إبنك وابيك
علّموا شبه الجزيرة تِلمّْ كلابها
ساكتين سنين وسنين ماهيب إتخفيك
تقطع السَّاقه وتلطخ على مغرابها
تنعق بصوت الغراب ويَلْحَنه عشرين ديك
الحصاني روسها والشهود أذنابها
يا زمان أهل الفتن يا بلاوي مبتليك
الخيانة والغدر ويل من عَدَّا بها
العرب من خانها للحمل يَبْرك بِريك
إطرحوا وكر العماله تهش ذبابها
ديرةٍ ماهيب ياهيه جارك وأعنيك
لا تساومنا عليها ولا تشقى بها
دونها دربٍ على واحدٍ مثلك شويك
قد حَربها جيش جَدِّك ولا قَفَّا بها
علّموك إن الخطط ما تحاك ولا تحيك
الرجال اللِّي قبل ما تخون أقرابها
الأهل فيها والأصحاب يا جعل إتخليك
كيف ننسى لحمة الدّم يا قصَّابها
كم حَمينا في شعوبك خليجٍ من حديك
أبك حتى الفرس وشلون يَطعنَّا بها
دَوّرت وسط الخباء بندقٍ لأبو دبيك
إن طمن في لحيته وإن رفع فأشنابها
الحَيَايَا فَقّشت والخشاش إلها حَكيك
سمّها فأصلابها غير سِمْ أنيابها
مير شَرْبكها سهام المنايا فالشبيك
عَايل العِيَّال مِطْبٍقْ حصار إرهابها
وانت ياللّي تدحم العام بالجنب السميك
ورّنا شرب الفناجيل يا شَرَّابها
ما خَضَعت إلاَّ عِقب عَقَّب إكتوفك يديك
فيصليٍّ حربته في نحرك أَومَا بها
يا عدو الدين مَكةَّ تبينا ما تبيك
والله إنك يا محمد حَميت ترابها
لا يهمّك من على غير ربك يشتكيك
حج بيت الله مكّة وعندك بابها
السعودييّن يا قِبْلَة الله إتحميك
والسعودي أنت سلمان في مرقابها
وربك اللي يا وطن فارضٍ حَجِّة إليك
لا يدوِّر غيرنا حِجّْةٍ يَسعابها
من يقفِّي يأخذ إشهور وليال ويجيك
ومن يجينا مرحبا فاتحين أبوابها
محتمين أرض الحرمين ما معنا شريك
هي وطَنَّا دونها إنَّا وحنَّا أولابها
بيضة الإسلام في يَدْك يا غيث الهليك
كم عَدوٍ مجلدٍ في حبال أطنابها
يوم أبوتركي وردها وهي حوضٍ دريك
جمعها اللِّي ما حَسَب للجموع إحسابها
إنتخى ليث الجزيرة سنين المجد ذِيك
محيين سنَّة محمد وشرع إكتابها
في معزِّي ما يضيع العَزَى سلمان فيك
دام ظلِّك يا ذرانا وستر حجابها
يا عسى عمرك طويل وفوقها الباس إيخطيك
يوم لمحمد وكلت الأمور ونابها
وقام زيزوم السرايا عليها يفتديك
هاقيٍ به هقوةٍ سيّدي ما خابها
ما يخِيب اللِّي غَذيته ولا خاب إمغذيك
دعوةٍ في ليلة القدر رَبِّي جَابها
إيه يا محمد رِدي حظَّه اللِّي يعْتِدِيك
كان ماله رادعٍ من أُولي ألبابها
دِكْ عدوان الوطن خلّهم حَدرك دِكيك
إضرب الأفعى على الراس وادمغ دابها
سم بإسم الله وأكبر بشعبٍ محتسيك
للسنين المقبلات وخَفَايا مابها
المسيرة قَدَّها والنصر في حاجبيك
مقترن مثل إقتران إصبعك سَبَّابها
البلد في حاجتك والطموحات إتهديك
نحمد اللِّي رَدَّها عقب طول إغيابها
رؤيتك فيها الفرج والسعد من ساعديك
شايفينك من زمن زَلّْ يا عَرَّابها
ماشِيّن درب الخطر في دجى اللِّيل الحَليك
صَيدتك يوم أصبَحَت في طرف مِخلابها
اليمن والله لتبطي ويبطي ما نِسيك
فزعتك من دون عينه ورمش أهدابها
يا ولد سلمان من يوم سَنّدها عليك
والمعارف كلَّها دَايرٍ دولابها
انت ورَّاد المنايا والأفعال إتحكيك
ولا أنت في حاجة قصيدٍِ إيعلّمنا بها
** **
- المقدم/ مشعل الحارثي