د. ناهد باشطح
فاصلة:
يقول «إن الطريقة الأكثر فعالية لتدمير شعب، هو إنكار وطمس فهم ذلك الشعب لتاريخه»
-جورج أورويل-
لا يوجد شخص مثالي أو مدينة فاضلة إلا في عقول الفلاسفة ولذلك لا جدوى من جلد الذات التي يمارسها البعض حتى في لحظات الإنجاز فلا يستمتع بها ولا يدع الآخرون يستمتعون بها يفترض أن جلد الذات شعور سلبي يتنامى في أوقات الهزائم وسبب هذا الشعور لأن الإنسان يود أن يتغلب على الفشل فبدلاً من مواجهته يهرب لعجزه إلى جلد الذات.
خطورة تفشي هذا الشعور أنه يجعل الإنسان غافلاً عن مواطن قوته مضخمًا لقدرة عدوه وعندما يجلد البعض ذاته يبرر لحالته تلك بأنه واقعي وهو في الواقع انهزامي.
الإشكالية تبرز على مستوى أكبر حين يتحول جلد الذات إلى خطاب يتبناه الشباب بسبب نخبة المجتمع حين تنشر الآراء السلبية والانتقادات الهدامة حتى وإن كان هدفها الإصلاح مع أن دور النخبة أو المثقفين يبرز بشكل أكبر إذا ما تبنوا خطابًا إيجابيًا، كما يشير الباحث الاستاذ محمد السيد من مركز أمية للبحوث والدراسات الإستراتيجية، إِذ يقترح تجييش المثقفين الواعين لخطورة جلد الذات، لعمل «بروباغندا» مكثفة لبعث الثقة بالذات، وإظهار مكامن القوة والإرادة لتقديم الأفضل وبدلاً من البحث عن نقاط ضعفنا يمكن التركيز على نقاط ضعف الآخر والتركيز في أدبياتنا وأفعالنا لتتسع نظرتنا للعالم. لا يوجد مجتمع بلا تاريخ ولا أمة بلا إنجازات واستعراض التاريخ بالتركيز على مواطن القوة يصنع جيلاً مدعمًا بالثقة لا يحتاج إلى جلد الذات، بل يحتاج إلى النقد البنّاء وشتّان بين الاثنين. لذلك انشروا الفرح والتفاؤل واسمحوا للحاضر أن يكون أفضل فنحن من يصنع التاريخ بأفكارنا قبل كل شيء.