محمد المنيف
خلال الفترة القادمة سأخصص مقالات لبعض ما تحظى به مكتبتي المتواضعة من كتب مختصة بالفنون على اختلاف ما تتضمنه من مواضيع تستحق العرض والإشارة إليها تقديرا لمؤلفيها الذين يبذلون جهودا كبيرة لم يعد لها اليوم قارئ أو مهتم في زمن المعلومة المعلبة والسريعة.
كتابنا اليوم يحمل عنوان (الحس الجمالي) أصدره المؤلف محمد صدقي الجباخنجي من منشورات دار المعارف في القاهرة عام 1983م يقع في 128 صفحة تضمن عدد من العناوين هي (المعرفة التاريخية تساعد على وضوح الرؤيا الفنية) (بين الابداع والابتداع) (تأملات في العملية الفنية) (النمو الجمالي) (إرادة الفنان في التعبير الحر) (مصادر التعبير في فن التصوير) (بين القواعد التربوية والفنون الجميلة) (تدخل علم النفس في مشاكل علم الجمال) (دور الفنان بين العالمية والقومية) (وظيفة ناقد الفن) (الموضوعية والرمز في الفنون التشكيلية) هذه العناوين وما احتوته من تفاصيل تعد كلها ينابيع صافية لنهر عذب لا يمل القارئ من التنقل بين روافده ويغوص في أعماق كل عنوان من تلك العناوين، والحقيقية إن عدد الصفحات الخاصة بالمادة التحريرية تصل إلى المئة وثمانية عشر صفحة لا تستغرق قراءتها بضع دقائق إلا أن الأسلوب الذي طرحت به يمنحها البقاء في الذاكرة، كما أن الكاتب أو المعد للكتاب قد سبق زمنه فجاءت بعض تلك المواضيع متوافقة مع كل عصر ومع كل فترة زمنية، وكان المؤلف يعيش زمننا الحاضر، وبهذا يمكن الاستدلال ان الفنون وما تهدف إليه وما يحيط بها من أطر أو تباينات تتعايش ويستمر تواصلها مع كل الأزمنة.
الجدير بالذكر أن معد الكتاب فنان تشكيلي وناقد للفن في الصحافة المصرية منذ عام 1935م، مع تدريس تاريخ الفن في كليات ومعاهد الفنون كأستاذ مسئول منذ عام 1940م، ونحن هنا ومع استعراضنا المختصر لهذا الكتاب ندعو الله أن يرحم الكاتب، إن كان قد رحل عن الدنيا وبالصحة والعافية إن كان على قيد الحياة معتزا بحصولي على هذه النسخة من مؤلفاته.