ميسون أبو بكر
الكثير منا خاض التجربة التي أنوي الحديث عنها بسبب سفره إما للدراسة أو العمل أو السياحة أو العلاج، ففي أوروبا وأمريكا يعتمد الناس في كل صغيرة وكبيرة على أنفسهم حيث لا تتوفر الأيدي العاملة بسهولة أو تكاد تكون عملة نادرة.
وفِي القطارات والمطارات لا توجد عمالة تحمل الحقائب وتنقل أمتعة المسافرين، مما يضطر المسافر أن يحمل حقائبه والاعتماد على نفسه حتى موعد صعود الطائرة.
إن كنت مسافراً لإحدى الدول في أوروبا أو أمريكا فإنك تتكبد عناء الذهاب صباحاً لإحضار خبزك وحاجاتك الأخرى بنفسك لأنه لا تتوفر خدمة التوصيل للمنازل من محال (السوبر ماركت) أو قد تتناول الفطور في مقهى الخدمة فيه ذاتية، تقف صفاً لتحصل على طلبك ثم تقوم بالتخلص من البقايا في صينية الطعام بنفسك، كذلك الحال في التنقل فالوسيلة المتاحة والرخيصة الأسعار هي القطارات والباصات ثم سيارات الأجرة أو الاعتماد على تطبيق أوبر غير المتواجد في بعض المناطق، وقد تقتصر بعض المناطق على سيارات أجرة معدودة قد تشكل أزمة لقلة عددها، كما حدث معي في مدينة فانتاميليا الإيطالية التي جلسنا أكثر من ساعتين في محطة القطار ننتظر سيارة الأجرة الوحيدة لتنقل المسافرين وتعود لإقلال مسافر آخر.
لاستخدام القطارات والباصات ثقافة لا بد أن يلم بها مستخدموها من حيث معرفة أرقام الباصات والمحطات وطريقة الدفع وساعات العمل.
العربي والخليجي بالذات الذي يقيم في أوروبا بسبب العمل أو الدراسة يواجه صعوبات ويجد فرقاً كبيراً على سبيل المثال في عملية شراء مستلزمات منزلية من أدوات كهربائية وقطع أثاث والتي قد يلزم أسابيع لوصول القطعة للمنزل ثم معاناة في التركيب وقد تصل أجرة الأيدي العاملة أكثر من سعر القطعة، وجود العمالة الفنية المتخصصة كالكهربائي والنجار يعتبر نادراً على عكس بلادنا التي يمكننا أن نحصل على العامل أو الكهربائي أو أصحاب المهن الأخرى على مدار الساعة.
هناك أشياء جميلة في الغرب لا يسمح المجال بذكرها هنا لكن مقارنة بالخدمات في بلادنا وسهولة الحياة وعدم غلاء العيش والضرائب الباهظة فهناك فرق شاسع لا يختلف عليه اثنان بين بلادنا وبينهم.
سألت صديقتي الأوروبية وأنا أجدها تمر بكل تلك الصعوبات والمواعيد بعيدة الأجل، وكذلك عن تجربة سابقة لي حاول فيها شخص سرقتي (كما عشرات قصص أخرى تحدث مع الخليجيين في أوروبا) وبعد أشهر من الآن لم تجلبه الشرطة ولم تنته القضية بعد ولم ينصفني القانون الذي يحمي في بلادهم المجرم كما صاحب الحق، سألت صديقتي الأوروبية من منا من بلاد العالم الثالث أو المتحضر بعد تلك المقارنة في جزء من الحياة استعرضتها هنا؟..
يبقى السؤال مطروحاً أمامكم أيضاً قرائي الأعزاء.
* مبروك لمنتخبنا الوطني، لفريقنا الأخضر، لقلوبنا التي رقصت فرحاً بعد فوزه وحضور سيدي ولي العهد أمير الشباب محمد بن سلمان -حفظه الله- إلى ملعب الجوهرة الذي لوحنا له بكف القلب.