أ.د.عثمان بن صالح العامر
منذ أكثر من عشرين عاماً وحكام قطر، وساسة الظل فيها، والمنتفعون منها، يبحثون عن أي ورقة يلعبون بها من أجل إشغال دول الخليج، وإحراق المنطقة بنيران الكراهية والحقد الذي تخفيه صدورهم.
طوال هذه السنوات المنصرمة وهم يركبون كل موجة يعتقدون أن فيها زعزعة لأمن المملكة واستقرارها الداخلي، وتوحد صفها ولحمتها الوطنية، وكذا الإضرار بمصالحها وعلاقاتها الخارجية، وهم اليوم أعجز منهم عن حالهم بالأمس.
لقد احترقت جميع أوراقهم، وانكشفت كل الألاعيب، وعري لاعبوهم الأساسيون والاحتياط، بل حتى من هم في المدرجات يصفقون لهم مقابل المال أو المنصب والجاه، ولم يبقَ لهم في الساحة الخليجية- فضلاً عن العربية والإسلامية وحتى العالمية- أدنى أهمية، فسياستهم الخرقاء وإعلامهم الساذج ومراهناتهم العدائية الفاشلة لم تبقِ لهم فرصة لحفظ ماء الوجه أمام شعبهم فكيف بغيره.
- نجح موسم الحج ولله الحمد والمنة نجاحاً باهراً لا مثيل له، وشهد لنا الكل بالتفوق والتمكن والتكاتف والإنجاز.
- حج القطريون على نفقة خادم الحرمين الشريفين، وخرجوا عبر وسائل الإعلام المختلفة يشكرون ويثمنون ويدعون، والجزيرة صباح مساء تنفي أداءهم مناسك حجهم هذا العام، وهذه تكشفهم وتعريهم داخل البيت القطري الذي يعرف بعضه البعض الآخر، ويعلم بالأسماء والعائلات من حج هذا العام ومن لم يحج .
- سقطت دعواهم - التي هي من فتات مائدة فارسية - المتضمنة المطالبة بتدويل الحج وعدم تسييسه كما تفعل المملكة حسب افترائهم البين وكذبهم الواضح!!! إذ اعترف العالم ساسته وإعلاميوه وشعوبه ببراعة وتميز المملكة في التنظيم والرعاية، مؤكدين في ذات الوقت - ما لا يحتاج للتأكيد- حقنا الطبيعي في القيام على أمر الوفادة والخدمة للحجيج التي هي شرف لنا جميعاً، كما أعلن قائدنا خادم الحرمين الشريفين- رعاه الله- تشرفه بها.
- أُقفل بحمد الله ومنه وتوفيقه ملف حي المسورة بالعوامية الإرهابي بلا رجعة بإذن الله.
- تنازع الحوثيون والمخلوع صالح، وفشل المخطط الإيراني في اليمن، كما فشل من قبله في البحرين، أكثر من هذا إيران تحاول أن تغازل المملكة لعل وعسى أن يكون ثمة نافذة للحوار.
- اتضحت حقيقة ما تخفيه جماعة الإخوان المسلمين لمنطقة الخليج عموماً، وللمملكة على وجه الخصوص، وانكشفت أوراقها للشارع العربي بكل أطيافه وجميع طبقاته، فكان الاستنكار وكانت الإدانة.
- وعت الشعوب من المحيط إلى الخليج كم هي كذبة كبرى تلك التي نُعتت بالثورات العربية وعصفت ببلاد شقيقة، فكانت عاقبتها الدمار والخراب الذي لا يخفى.
- تكسرت مساعي ساسة قطر السيئة في توظيف القبيلة من أجل زعزعة وطننا الموحد الواحد.
- حتى فرحتنا بوصول منتخبنا الأول لمونديال 2018 في روسيا كأول منتخب عربي يصل وللمرة الخامسة إلى هذا العرس العالمي في المباراة التي فاز فيها المنتخب على اليابان بملعب الجوهرة بجدة، والتي تتوجت بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد الأمين لها، كانت شاهداً جديداً على تفوقنا في ميادين عديدة، ودليلاً أكيداً على لحمتنا قادة وشعباً، ووقوفنا معاً خلف كل منجز وطني، صغيراً كان أو كبيرا، من حقنا أن نفخر بها ونفاخر، وفي ذات الوقت هذا الإنجاز الكروي ربما أثار غيظ الحاقد والحاسد، وأصابهم في مقتل.
ماذا بعد:
- هل ثمة خيانات جديدة يخفيها المكر السيئ وقد عرفنا صفحات سوداء من الطعن في الظهر جزماً لن ينساها التاريخ، ومن الصعوبة أن ترحل أو تنمحي من الذاكرة الخليجية.
- هل ثمة برامج جديدة في قنوات عالمية بلغات مختلفة تحاكي الاتجاه المعاكس من أجل تهييج الشارع العالمي ضد المملكة وتحقيق أجندة فاسدة تخدم أعداء الدين والمنطقة بأسرها.
- هل هناك نية لشراء أصوات ودفع رشاوى في مشروع تخريب ما زال يدار من تحت الطاولة.
- هل في النية تجييش طابور خامس جديد.
- هل عندكم القدرة المالية لخوض حرب إلكترونية أخرى وقد شحت أموالكم وبعتم حصتكم في بنك أوروبي مشهور.
- هل تعتقدون أن ثمة مكاسب سياسية جديدة مرتجاة من شراء لاعب بمبلغ وقدره، أو دعم معارض هارب بمبلغ وقدره، أو استمالة داعية ديني أو سياسي استخباراتي أو إعلامي مبتور أو ... بحفنة من المال !!!
كل هذا مستحيل وقد تكشفت الأمور، وقُلبت الصفحة .
والمرتزقة بدورهم سيحزمون حقائبهم عن قريب استعداداً للرحيل عن الدوحة بعد أن أشعلوا فتيل النار فيها.
ولذلك للتاريخ أقول: أفيقوا عقلاء قطر قبل أن يحيق بكم المكر السيئ من كل جانب، حينها ستعرفون من كان معكم ومن كان في الحقيقة ضد مستقبل بلادكم حتى لو أعلن جهاراً نهاراً أنه يريد الخير لوطنكم ويسعى من أجل تحقيق مصالحكم الخاصة والعامة، وكل عام وأنتم بخير، وإلى لقاء والسلام.