«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
بحضور سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أعلن منتخبنا الوطني تأهله للمرة الخامسة لكأس العالم، وذلك بعد أن كسب منتخب اليابان في آخر جولة من التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم 2018 في روسيا، بهدف النجم فهد المولد الذي بدخوله تغير المنتخب السعودي للأفضل، وتحسن مستواه، وأصبح يهاجم المنتخب الياباني من العمق ومن الأطراف، وشكل مع النجم الآخر نواف العابد ثنائي مميز، إذ استطاعا أن يخترقا دفاعات المنتخب الياباني التي كانت متماسكة طوال الشوط الأول، ولكن نجما المنتخب «العابد والمولد» استطاع أن يسيّرا المباراة لمصلحة المنتخب السعودي، إذ استطاع نواف أن يصنع هدف الفوز الوحيد لفهد المولد، وكانا قريبين من تسجيل الهدف الثاني، بل إن العابد أنقذ مرمى الأخضر من من هدفين محققين، وهذا كان يدل على أن المنتخب السعودي كان يلعب بروح الرجل الواحد.
مباراتنا مع اليابان نستطيع أن نقسمها لجزءين، الشوط الأول: لم يقدم فيه المنتخب المأمول، والشوط الثاني: والذي كان بمثابة «الصحوة الفنية» إذ قدم المنتخب السعودي في هذا الشوط مباراة كبيرة، واستطاع أن يفرض نفسه على منتخب اليابان بلاعبيه الذين يحترفون في الدوريات الأوروبية، وهذا ما يؤكد علو كعب اللاعب السعودي متى استشعر بالمسؤولية، وحس بأنه يمثل منتخب رايته تحمل أغلى شعار.
وكما أشرنا لتميز العابد والمولد، فإن حارس مرمى المنتخب السعودي عبدالله المعيوف قدم مباراتين كبيرتين أمام الإمارات واليابان، ولم يكن يهتم لما يقال بحقه من بعض من ابتلي بهم الإعلام الرياضي السعودي، وبعض الجماهير التي تنظر للمنتخب من منظور الميول، ولكن الجميل في المعيوف أنه لم يهتم، وسار على نهج التغاضي، وكان دوره في المباراتين كبير وواضح، كما أن أسامة هوساوي وعمر هوساوي في مباراة المنتخب السعودي واليابان قدما مباراة كبيرة، وحملا الدفاع، وكانا في الوعد، وحينما أصيب أسامة رفض أن يغادر، وأراد أن يكمل المسيرة مع زملائه، ولكنه لم يصبر، ولذلك حمل عمر هوساوي في غياب أسامة الدفاع، وكان سداً منيعاً أمام هجمات اليابانيين.
كما تميز في الوسط المحاور، سلمان الفرج وعبدالله عطيف، وقدما جهداً كبيراً خاصة الفرج الذي كان في هذه المباراة مميزاً، وبالرغم مما قيل فيه بعد مباراة الإمارات، إلا أنه كان في مباراة اليابان لاعباً من أهم لاعبي المنتخب، وتميز يحيى الشهري في مباراة اليابان، وخاصة في الشوط الأول، إذ كان نجم هذا الشوط، ولكنه في الشوط الثاني تراجع مستواه بشكل كبير.
في المجمل.. لاعبو المنتخب السعودي في مباراة اليابان، كانوا نجوماً يستحقون الثناء، فهم في هذه المباراة كانوا يلعبون بروح وإخلاص وتفان كبير لشعار الوطن، وهذا ما كنا ننادي به منذ أن غاب المنتخب السعودي عن المحافل العالمية والإنجازات الكبيرة.
بقي أن نقول: إن لحضور شخصية كبيرة وقيادية في بلد الأمن والأمان تأثير واضح في المشهد الرياضي السعودي، إذ أن حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمباراة السعودية واليابان كان له دلائل على اهتمام القيادة برياضة الوطن، وهي التي تعتبر من أولويات القيادة السعودية، وأصبحت مشروع من ضمن مشاريع الوطن، ورؤيته التي ستنقل السعودية لعنان السماء كما قال ذات مرة الأمير محمد بن سلمان.