د.فهد بن إبراهيم الجمعة
من نعم الله جل وعلا على هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية مهبط الوحي وقبلة المسلمين أن جعل فيها الحرمين الشريفين المسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي بالمدينة النبوية، وولّى عليها حكومةً تعرف قدر هذه الأماكن المقدسة وتستشعر عظم الأمانة وحجم المسئولية الملقاة على عاتقها، فقامت بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والزوار والمعتمرين، فهيأت لهم سبل الراحة، وسهرت على راحتهم، وجندت مواطنيها في القيام بخدمة هؤلاء الحجاج والمعتمرين الذين يأتون إلى البيت الحرام لأداء العمرة والحج وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة النبوية، فسخرت كل ما تملك من عدة وعتاد، وصرفت الأموال الطائلة، وذللت كل الصعاب، وأرسلت العلماء والدعاة وطلبة العلم من جميع مناطق المملكة لتوعية ضيوف الرحمن وتعليمهم أحكام مناسكهم، والرد على فتاواهم، وانتدبت الأطباء ورجال الأمن ورجال الإسعاف والدفاع المدني والاعلاميين وفرق الكشافة وغيرهم ممن يقوم بتقديم العون والمساعدة لحجاج بيت الله الحرام، وهذا أمر شاهده العالم بأسره، مسلمه وكافره، عربيه وأعجميه، ولا يستطيع أن ينكر هذه الجهود والخدمات المقدمة إلا من كان في قلبه حقد وبغض وكراهية لهذه البلاد المباركة وحكامها وعلمائها وشعبها، ومن هذا المنطلق كان علي وأنا أحد أعضاء التوعية في الحج أن أوضح بعض الأمور التي ينبغي لكل مسلم أن يعرفها، ومن هذه الأمور:
أولاً: أن من نعم الله جل جلاله على هذه البلاد حرسها الله أن جعل فيها المسجد الحرام والمسجد النبوي.
ثانياً: أن من نعم الله أن جعل حكام هذه البلاد ممن عرفوا قدر هذه النعمة العظيمة فقاموا بواجبها حق القيام.
ثالثاً: أن من الواجب على جميع المسلمين أن يشكروا بعد شكر الله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله ووفقه لكل خير على ما يبذلونه من جهود ويقومون به من أعمال لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.
رابعاً: أن الجهود والخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين ترتقي إلى أعلى المستويات وهي تفوق الوصف، وهذا يدل على مدى الاهتمام والعناية بتسخير كافة الامكانات للحجاج.
خامساً: أن الواجب على كل مسلم أن يقر بالفضل بعد فضل الله لأولياء أمور هذه البلاد المملكة العربية السعودية على ما قاموا به وما يقومون به من خدمة لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم لأداء مناسكهم في أمن وأمان واطمئنان وراحة بال، وأن يخصوهم بالدعاء في كل وقت فهم أهل لذلك.
أخيراً: ينبغي للمسلمين في جميع أقطار الدنيا أن يدافعوا عن بلاد الحرمين الشريفين المنلكة العربية السعودية بلسان الحال والمقال، وأن يكونوا ضد من تسول له نفسه المساس بأراضيها وحدودها ومقدساتها، فهي بلاد المسلمبن، وقبلتهم التي يتجهون إليها لأداء صلاتهم، ومهبط الوحي.
أسأل الله جل وعلا أن يحفظ هذه البلاد شامخة عزيزة لخدمة الإسلام والمسلمين، وأن يحفظ حكامها وعلماءها ودعاتها ومقدساتها، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.