منيرة أحمد الغامدي
نسبة البطالة الحالية بلا شك مؤرقة والغالبية من نصيب النساء، ولكن برغم ذلك إلا أنها قابلة للمعالجة في ظل أنه لا يوجد ما يسمى بالمستحيل وأن حدودنا السماء كما أشار سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان مهندس رؤية 2030.
معروفة للجميع كل إحصائيات تأكيد أهمية المشروعات الصغيرة في التنمية الاقتصادية على مستوى العالم، وكل الاقتصاديات تدعم ذلك التوجه ومن ذلك في 2012 أطلقت الولايات المتحدة برنامج ستارتوب أمريكا وخصصت 2 مليار دولار على مدى خمس سنوات لدعم ريادة الأعمال. وقد اشارت مؤسسة كوفمان العريقة في دعم ريادة الاعمال http://www.kauffman.org أن شركات يقل عمرها عن سنة وبها أقل من 5 موظفين قد خلقت حوالي مليون وظيفة كل عام على مدى العقود الثلاثة الماضية.
ولذا فإنه من المهم دعم تأسيس المشروعات الصغيرة والمتوسطة وجعلها على رأس قائمة حلول البطالة ومن يقول غير ذلك هو مغالط للواقع العالمي، والبلد بخير ولدينا من الموارد الكثير للتطبيق وعلينا البدء بوضع خطة سريعة للتنفيذ.
رصد دقيق لأعداد العاطلين لاسيما في المناطق من كافة مصادر الاحصائيات، ومن تلك بيانات حافز بطبيعة الحال وكل البيانات المحتملة لطلب التوظيف وأقصد الخريجين من الجامعات المحلية ومن برنامج الابتعاث، وقد لا تكون كلها طلبات عمل حقيقية لكن عملية البحث والرصد هذه ستكون وسيلة لتحقيق مصداقية لتلك الاحصائيات، ومن ثم معرفة النسبة الحقيقية للبطالة.
رصد احتياجات المناطق من الخدمات التي يمكن تغطيتها بتأسيس المشاريع ووضع دراسات جدوى يتحمل تكاليفها صندوق (هدف) وتشرف على إعدادها (منشآت)، ومن تلك على سبيل المثال خدمات الصيانة والسباكة والكهرباء فالسعودي يمكن أن يعمل في هذه المهام إذا كان هو صاحب العمل، في حين يرى ذلك على شيء من الصعوبة المجتمعية في كونه يعمل لدى اخرين كأجير. وأرى أيضا أهمية إنشاء دور ومراكز الحضانة كمشاريع محتملة للفتيات فهناك حاجة ماسة لها وكذلك تحديد الفرص الاستثمارية في ما يسمى مشاريع ريادية اجتماعية social entrepreneurship
وضع خطة تدريبية وتصميم برامج التدريب بدعم مادي من (هدف)، أما تصميم البرامج وتنفيذها فإن أفضل من يقوم بذلك هو كلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال وهي التي اعتمدت في تهيئة طاقمها وتدريبهم على واحدة هي من أعرق الجامعات على مستوى العالم في ريادة الاعمال وهي كلية بابسون. على أن يكون التدريب من خلال دورات تدريبية قصيرة مدتها لا تقل عن شهرين وأيضا دبلومات مدتها سنتان لخريجي الثانوية والجامعية كون الأخيرة هي الاعلى نسبة في البطالة مع وضع الشروط الجزائية لضمان جدية الملتحقين.
لا أدعي الإتيان بحلول سحرية فكلنا نتحدث عن ريادة الاعمال، ولكن ومن واقع تجربتي العملية لسنوات ومن قصص نجاح واقعية أحدثت تغييرات نوعية في حياة عشرات المواطنين وحياة أسرهم أرى أنها حل جذري ومستدام.
الحديث عن البطالة يجب ان يتسم بالشفافية المطلقة ويعالج بحلول منطقية تسهم في حياة كريمة لاسيما وأن حوالي 70% من المواطنين هم من فئة الشباب المتطلعة والقادرة على العطاء والمساهمة الاقصادية.
نحن جزء من الرؤية العالمية 2030 ونمو الوطن بسواعد أبنائه سيكون له دور حيوي في نمو عالمي. كما يجب التخلي عن النظرة المكابرة بادعاء المثالية فكلنا يعلم بانخفاض اسعار النفط الا اننا أيضا نعلم يقيناً بأننا ومن خلال قيادة ملكنا الحكيمة وبعقلية ولي العهد المتقدة عاقدون العزم على إيجاد بدائل عديدة للنفط وعملنا يتم بتوجهات ومواصفات عالمية لتحقيق رخاء وطني وازدهار محلي. والله ولي التوفيق.