«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
كانت الصورة رهيبة.. بل استحقت تلك المساحة الكبيرة التي نشرت فيها في هذه الصحيفة «الجزيرة» أن تلفت نظر كل من أتيحت له الفرصة لمشاهدتها في هذه الصحيفة أو غيرها أو حتى عبر وسائل الإعلام المختلفة. وباتت الصورة أشبه ما تكون بلوحة تشكيلية بانورامية أبدع الفنان في رسمها وهو يشاهد المشهد المهيب ويعيشه في أحد الحقول اليانعة بالزهور والورود.. ولكن اللوحة حقيقية والحقل أجمل وأروع فهو في البيت العتيق. وتبدو فيه «الكعبة المشرفة» زاهية بثوبها الجديد المزدان بالآيات القرآنية الكريمة التي تسجل ما قاله الخالق عز وجل عن بيته العظيم.. وحولها الملايين من ضيوف الرحمن وهم يحملون المظلات الملونة والتي تحولت في المشهد الصورة واللوحة إلى أشبه ما تكون بالزهور والورود والتي تكاد تفوح منها نسائم وعبير الإيمان المختلطة بأنفس الحجيج الذين جاؤوا من أقصى الدول في العالم. هاهم يطوفون ببيته ودموعهم تسبق أدعيتهم وابتهالاتهم حاملين مظلاتهم في أيديهم.. وكلهم أمل ورجاء أن يشملهم الله برحمته ومغفرته ويعودوا لأوطانهم حامدينه وشاكرينه على نعمائه العديدة. بل لسان كل حاج وحاجة يكاد يردد بينه وبين نفسه: آه كم أنا مشتاق لهذا المكان. وكم أنا محتاج لرحمتك وعطفك ومغفرتك. أهم كم كانت طويلة أيام الانتظار. وكم كانت الساعات والأيام طويلة جداً قبل أن تتاح لي الفرصة العظيمة وأغسل تعبيى وهمومي وذنوبي وأنا أمل مغرفتك وأطوف حول الكعبة المشرفة. بيتك العظيم. آه كم كان جسدي معفراً بتراب الذنوب والخطايا وحتى الحزن لعدم حضوري كل عام لهذا المكان. آه كم تشتاق نفسي وتشتاق نفوس الملايين من المسلمين عبادك الضعفاء المحتاجين دائماً لرحمتك ومغفرتك. كم أنت عظيم يا ربنا الكريم. فشملتنا بكرمك وأتحت لنا فرصة الطواف وأداء المناسك جميعاً.. اللهم يا ربنا ويا خالقنا إننا نسألك في صلاتنا ودعائنا بركة ورحمة تطهر بها قلوبنا وتكشف بها كربنا.. وتغفر بها ذنوبنا وتصلح بها أمرنا وتشفي بها سقمنا وتشفي بها مرضانا، فأنت الشافي المعافي.