فهد الحوشاني
تتكشف الأمور فيما يمكن وصفه بـ(ياما تحت السواهي دواهي) وها هي داهية قطر تعلن بلا خجل ولا حياء، السفير القطري يعود إلى طهران! البلد الذي كان قبل أشهر على قائمة الأعداء للشعوب الخليجية أصبح الآن صديقًا وحبيبًا للقطريين! سبحان مغير الأحوال ومقلب القلوب!! ولهذا فمن الواضح أنه وعلى مدى سنوات طوال خدع (حكام) قطر الشعب القطري وكل الشعوب الخليجية وأوهموهم أنهم معهم تحت خيمة مجلس التعاون الخليجي، وأنهم (خليجيو) الهوى والهوية! واتضح أن ذلك مجرد كذبة كبرى، كشفها واقع الأحداث ومجرياتها، فلا يمكن أن تكون عودة السفير القطري بهذه السرعة، ودون محادثات تجري عادة بين الدول بشروط وتفاهمات! إلا ليؤكد أن (مغادرة) السفير القطري لم يكن ذلك إلا (نفاقًا) سياسيًا اضطر إليه حكام قطر وعلى (مضض) ليبرهنوا أنهم مع مجلس التعاون في قراراته. وعودة السفير تعني أمرين مهمين: الأول غباء سياسي فالهروب من الأزمة إلى أزمة أكبر هو سلوك ومراهقة سياسية يمكن تفسيره بأنه محاولة (لأغاظة) الدول المقاطعة والنيل منها عبر صداقة من يعد عدوًا صريحًا للشعوب العربية والخليجية!! ومن قال لحكام قطر إن الإيرانيين أولى من الخليجيين وإن الفرس سيكونون خيرًا للقطريين من العرب! الأمر الثاني: إن قطر صححت موضوع العلاقة وجعلتها (جهرية) بعد أن كانت (سرية)، وما العجب ان يمارس حكام قطر (التقية)!! بشأن علاقتهم بإيران! فقد مارسوا تلك التقية والتي تعلموها من أصدقائهم وحبايب (القلب) الإيرانيين مارسوها في مؤامراتهم التي كانوا يحيكونها ضد الدول العربية وقادتها وشعوبها، السياسة القطرية ذات وجهين، وجه يتعاملون به مع الخليجيين والعرب وهو ليس وجهًا حقيقيًا بل (قناع) تم إتقانه لدرجة كبيرة! ووجهًا آخر مع إيران وتركيا وهو الوجه الحقيقي الذي ليس فيه من الوفاء للخليج وأهله من شيء! أسلوب المكائد والمؤامرات لم يكن أبدًا من شيم العرب! الذين لم يعرف عنهم المؤامرات والسعي للاغتيالات والتصفيات وخصوصًا الخليجيين! ولكن ما العجب فالعائلة الواحدة ربما خرج منها (عمل غير صالح)! مجمل القول إن حكام قطر ضربوا بكل مشاعر الخليجيين الكارهين للسياسة الإيرانية بالحائط! بل ساروا على منهجهم نفسه في مسألة المناداة بتدويل الحج ولم يكسبوا سوى سخط المسلمين! تلك التقية تعني أن كل البيانات الختامية للمؤتمرات الخليجية والعربية والتي وقعت عليها قطر بشأن السياسة الإيرانية العدواية، إنما هي كذب ونفاق وإن حكام قطر في واقع الأمر تم الاستحواذ عليهم من قِبل الحكومة الإيرانية وصودرت قراراتهم من قبل أن يدعي أحد القادة الإيرانيين بأنهم احتلوا أربع عواصم عربية! ومن حق القائد الإيراني نفسه أن يصرح الآن بأنها اصبحت خمس عواصم وليست أربع! وفي هذه الأيام المباركة ندعو الله أن يعيد قطر إلى الشعب القطري والخليجي والعربي من الحضن الإيراني!