عثمان أبوبكر مالي
بنهاية مباراة الأمس للأخضرالسعودي ينتهي عقد مدربه مارفيك
العقد الذي انتهى في مايو الماضي، مدد حتى نهاية التصفيات أمس، وهو قابل (حسب ما وصلني) للتمديد شهرين إذا تحتم على الأخضر الدخول في (الملحق) لإكمال المشوار بغض النظر عن النتيجة وأيا كانت المحصلة، فإن مهمة مارفيك يفترض -من وجهة نظري- أنها انتهت ومن الأحسن أن تتوقف، وينهي ارتباطه بالأخضر ويغادر
إن وصول فرصة التأهل إلى المونديال (مباشرة) قائمة على (حسبة برما) وفي يد الآخرين مسؤولية مارفيك، وإذا ضاعت فهو المسؤول الأول عن ذلك، ويكون بذلك أضاع على الأخضر (أسهل) مناسبة للوصول إلى المونديال في تاريخ التصفيات، فلم يسبق للأخضر إن وجد المنافسين المباشرين (الأقوياء) في التصفيات في ضعف وتراجع، مثل ما كانت عليه اليابان وأستراليا، خاصة في الدور الأول، ويكفي أنه انتهى والأخضر (يتصدر) وخلفه أستراليا واليابان (ثالثاً) بفارق ثلاث نقاط، وقبل آخر جولة في الدور الثاني (مباريات الأمس) أصبح اليابان يتصدر بفارق أربع نقاط، بعد أن وصل (رسميًا) إلى روسيا.
عندما بدأ مارفيك (تغنينا) بعمله وأسلوبه و(منهجيته) في استدعاء اللاعبين، كنا بحاجة إلى ذلك من أجل إعادة (هيبة) قميص الأخضر، وأعطى ذلك لعمله قوة وثباتًا واستقرارًا، ولم يكن (عمليًا) أن يتمسك بذلك طوال التصفيات، ولا أن يصر على تشكيلة واحدة في كل المباريات، خاصة بعد أن أصبحت الأوراق مكشوفة، من دون أن يهتم بالمتغيرات على الأداء ويلحظ المستويات المتراجعة التي يقدمها بعض اللاعبين لعدم جاهزيتهم، وخلق ذلك (ضمانًا واطمئنانًا وارتكانًا) في البعض الآخر، في نفس الوقت لم يلتفت لأسماء ومواهب خارج قائمته؛ شدت حيلها وقدمت نفسها وتتمنى وتحلم بالقميص الأخضر، ولا شك في أن ذلك أصابهم بالإحباط، وكان عليه الاستفادة منهم، ليعطوا الأداء قوة والمنتخب روحًا وحيوية، وعلى الأقل يشعلون المنافسة ويرفعون وتيرة التطلعات والرغبات في قائمته (المحنطة)!
وبين الضمان الذي عليه قائمته، والإحباط لمواهب تستحق خارجها أصبح استمراره (مغامرة) ومن صالح الأخضر حفاظًا ورغبة في أن يستعيد من جديد هيبته وموقعه أن يغادر مارفيك (مع كامل الشكر والتقدير) سواء وصلنا موسكو أو كنا في الملحق.
كلام مشفر
«منهجية مارفيك ربما قتلت (حلم) الجيل الذي كان ينتظر أن يقوده إلى المونديال، والخوف الأكبر أن يكون سببًا في (إحباط) جيل كامل قادم من المواهب واللاعبين الشباب المجتهدين الذين يبذلون قصارى جهودهم ويعملون بقوة لنقديم أنفسهم، وتجاهلهم يعني مزيدًا من الإحباط، وقبله مزيدًا من الإخفاق.
«التمسك الذي واصله مارفيك في آخر مباراتين (قبل الأمس) باتفاق الفنيين غير مبرر، ولا يمت لمفهوم الاستقرار بصلة، خاصة مع تراجع المستويات وعدم الجاهزية ولربما كان بحاجة أكثر إلى تقوية خطوطه وعلى الأقل (دكة البدلاء) بخيارات أفضل وأكثر حيوية، وتكون عنصر مفاجأة للمنافسين، وبدلاء أقوياء عوضًا عن أوراقه المكشوفه.
«إذا تحتم على الأخضر (لا سمح الله) دخول الملحق (المرحلة الرابعة من التصفيات) التي ستقام في الخامس من أكتوبر القادم -شهر بالتمام- فإن من شأن تغيير، بل هو استبدال الجهاز الفني بآخر أن يغير وضعه ويرفع حماس لاعبيه ويستعيد بعض النجوم حيويتهم وطموحهم وإمكاناتهم وبشكل أهم يعيدون حساباتهم.
«كرة القدم عندما تستهين بها ولا تحترم معطياتها تعاقبك وتهز تاريخك وبشدة والأمثلة كثيرة، وعندما تحترمها وتعطيها حقها تخضع وتنساق لك، وآخر مثال على هذا ما حدث مع مدرب اليابان السيد (وحيد خليلو فيتش) في أول التصفيات وأيضًا في مباراته الحاسمة.
«عندما اهتز أداء المنتخب الياباني في بداية التصفيات وخسر على أرضه أمام الإمارات قرر خليلوفيتش عدم استدعاء بعض الأسماء الكبيرة المعروفه مستعينًا بأسماء شابة لم تنضج بعد لكنها تملك الروح والحيوية والطموح وقال (ساستعين بأسماء تقاتل من أجل المنتخب).
«أما مغامراته الكبيرة فكانت أمام أستراليا، وهي مباراة حاسمة لليابان وصلت بنتيجتها إلى نهائيات كأس العالم للمرة السادسة على التوالي، تمثلت في إبقاء النجوم الكبار (كاغاوا وهوندا وأوكازاكي) خارج التشكيلة الأساسية، وكانت النتيجة أن هدفي المنتخب سجلت عن طريق اللاعب اسانو (22 عامًا) ويوسوكي.
«ويوسوكي عمره 21 عامًا ويلعب في منتخب اليابان تحت 23 سنة، وقد اجلس المدرب لحسابه إلى جواره النجم الكبير ولاعب الميلان (كيسوكي هوندا) الذي لعب لليابان في مونديالين (90 مباراة دولية) سجل خلالها 36 هدفًا.