سعد الدوسري
ربما نحتاج لمحلل نفسي لكي يشرح لنا، لماذا هناك حساسية لدى البعض من أن يكون لدينا رواد أو رموز للحركة الثقافية أو الفنية أو الإعلامية؟! نحتاجه أن يوضح لنا حجم الألم الذي تسببه مفردة «رائد» أو «ريادة»؟! هل السبب يكمن في أن أولئك البعض لا يؤمنون بالحراك الثقافي أو الفني أو الإعلامي، أو لأنهم يعتبرون هؤلاء الرواد أقل من أن يكونون رواداً، سواءً لهذه الحقول أو لغيرها؟!
بدأت قبل أشهر بمحاولة رصد تجارب روادنا ورائداتنا في عدد من المجالات، ولاحظت أن الاهتمام الذي تناله الكثير من القضايا الهامشية، أكثر من الاهتمام الذي يناله الحوار حول مؤسِسي ومؤسِسات العمل الثقافي والفكري في تاريخ تجربتنا المحلية. ومثل هذا التوجه طبيعي، ففي كل مواقع التواصل الاجتماعي اليوم، ثمة إبراز شديد لنجوم الرقص والرياضة والغناء والدردشات، أكثر من إبراز النجوم ذوي العلاقة بالإبداع المكتوب أو المرئي. لكن أن يستفز الحديث عن رائد من رواد الثقافة، شاب مهتم بالشيلات، فهذا أمر محير فعلاً، ويستحق أن نحيله لمحلل نفسي، يمتلك مخزوناً معرفياً وخبرات ميدانية واسعة، بهدف الوصول بحيادية تامة إلى أسباب تعمد انتقاصه للجهود التي بذلها الرواد، من أجل خدمة بلادهم وشعبهم؛ هل الأسباب متعلقة بالمؤسسات التي علمتهم، والتي تنكر على المثقفين جهودهم، أو بالمجتمع الذي يعد صاحب الرؤية خارج على القانون الاجتماعي؟!