محمد سليمان العنقري
قبل عامين تأسست الهيئة لتعمل على توليد الوظائف ومكافحة البطالة وكان التفاؤل كبيراً بأن يغلق هذا الجهاز الجديد الثغرات التنسيقية بين كل الجهات المعنية بتوليد فرص العمل لكن النتتائج غير مشجعة إلى وقتنا الحالي فالبطالة عند تاسيس الهيئة كانت 11.5 % وارتفعت إلى 12.7 % حالياً كما أنها غائبة عن المشهد الاقتصادي والإعلامي لكي يتم تقييم عملها من خلال ما تصدره من تقارير أو دراسات خصوصاً أنه تم توفير كل الإمكانيات لها من التنظيم الذي أعطاها دوراً واسعاً في سوق العمل إضافة للدعم المادي حيث تم تخصيص 20 % من إيرادات صندوق الموارد البشرية للهيئة حيث تشير بعض التقديرات غير الرسمية أن موارد الصندوق تبلغ قرابة 18 مليار ريال سنوياً
وبالعودة إلى الأهداف العامة للهيئة يتضح أنها تتركر على:
- التنسيق بين جميع الجهات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بسوق العمل وتعزيز المشاركة بينها فيما يتعلق بتوليد الوظائف ومكافحة البطالة.
- العمل على تنمية القطاعات المولدة للوظائف.
- تحفيز سوق العمل لتوليد الوظائف ومكافحة البطالة.
- استثمار الميزة التنافسية في مناطق المملكة مما يعزز من خلق وظائف مرتبطة بالأنشطة ذات الميزة التنافسية في كل منها.
- ترسيخ أخلاقيات وثقافة وقيم العمل.
فجميع هذه الأهداف تعد عامة وتتداخل وتتشابه مع أهداف جهات أخرى معنية بسوق العمل وتوليد الوظائف وعلى رأسها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، كما أنها لا تعد إضافة نوعية فعلية لبقية أهداف تلك الجهات فما المقصود بتحفيز سوق العمل من جهة لا تملك الدور الرئيسي لتنشيط الاقتصاد لكي يولد فرص عمل، كما أن من يقوم بوضع الأنظمة بالسوق هي وزارة العمل فهل سيكون هناك تداخل يجعل من الوزارة والهيئة جهتين تقومان بنفس العمل والدور؟.
لكن ما يمكن التطرق له حالياً هو بعض الإدوار التي كان يجب أن تظهر بعد مدة لا تعد قصيرة من تاريخ تاسيس الهيئة فلم يصدر عنها أي إحصاء يشير كم فقد أو أضاف الاقتصاد من وظائف سواء بتقارير شهرية أو ربعية أو سنوية، ولم نسمع أي تقرير يوضح تفاصيل سبب ارتفاع البطالة وكم عدد من دخلوا سوق العمل وكم هي الوظائف الجديدة أو التي تم الأحلال عليها أو التي فقدت، وأيضا لم تعلن الهيئة أي دراسات تفصيلية عن البطالة وأين تتوزع مناطقياً أو كتخصصات أو على أي قطاعات، أما الجانب الأهم فماهي الأدوار أو الإنجازات التي حققتها الهيئة منذ تأسيسها حتى الآن؟.
فملف البطالة يعد محوراً رئيسياً لأي خطة اقتصادية ونسبة البطالة أهم مؤشرات حالة الاقتصاد فرؤية المملكة 2030 ركزت على البطالة وحلولها وتستهدف خفضها بنسب كبيرة من خلال توليد فرص عمل قدرتها بعض بيوت الخبرة بأكثر من 4 ملايين وظيفة تستهدف الرؤية توليدها خلال 14 عاماً القادمة، وبما أن الهيئة جاءت لتلعب الدور الأوسع نطاقاً لتوليد فرص العمل ومكافحة البطالة فإن ما يتوقع منها نتائج سريعة ومؤثرة وهو مالم يحدث حتى اللحظة، فهي جهاز جاء ليبدا من موقع متقدم وليس من الصفر فوزارة العمل أنجزت الكثير من الأنظمة بهيكلة سوق العمل والعديد من الوزارات التنموية أطلقت مبادراتها التي من شأنها توليد فرص عمل ولذلك فإن أي عذر بأن الهيئة مولود جديد لا يعد مبرراً منطقياً لعدم وجود أي إنجازات تذكر حتى وقتنا الحاضر.
هيئة توليد الوظائف جهاز يفترض أن له دور كبير ومحوري بسوق العمل وبملف معالجة البطالة ولكن عدم ظهورها حتى الآن بأي ننائج إيجابية يثير القلق بأنها ستكون جهازاً يمثل عبئاً على سوق العمل وملف البطالة بدلاً من دور إيجابي منتظر ومتوقع منها بموجب ما حددته من دور وأهداف لها بنظامها الأساسي.