هدى بنت فهد المعجل
ترددت.. وكدت أتراجع.. لولا أن نظرت للأعلى وقرأت: (بلا تردد) فكان الإيحاء.
وتنحيت عمّا ترددت عنه..
ثم كتبت.. (عيد سعيد)..!!
وسألت ذاتي:
هل (عيد) فعلاً (سعيد) الآن..؟؟!
وهل (سعيد) سيكون، هو (عيد) أضحى هذا العام..!!؟ كنت في دوامة السؤال..!!
وهدير الجواب..!!
وزوبعة اللا سؤال واللا جواب حتى أتاني (مسج) معايدة من قاص.. وما أجمل ما يصلني منه من مسجات اعتدتها وتألفت معها..
جاء في مسج معايدته:
(كنّا نملأ جيوبنا بالحلوى ونحن أطفال.. لو عرفنا فن القسمة يومها؛ لخبأنا لكل يوم في السنة قطعة، لكي تكون أيامنا كلها أعيادًا، لكننا التهمناها دفعة واحدة.. ومذ ذاك عرفنا معنى الانتظار!!) (عيد سعيد) للنص هنا متشعب المعاني.. يحرض على توقع معنى يقصده (القاص) فنفاجأ بمعنى آخر قصده..!
- الطفل ابن اللحظة، قلما يؤسس للمستقبل.. قلما يدخر له، لذا فهو يلتهم الحلوى كلها دون أن يفكر في الغد، يجد معه حلوى يتلذذ بها أو لا يجد!!
- طفل لم يتعلم فن القسمة ليخبئ لكل سنة قطعة.. ولكن هل لدى الطفل يقين بأنه سيحيا للسنة القادمة، أو ما بعدها..!!
- تمنى (القاص) أن لو خبأ لكل يوم في السنة قطعة، إذًا فحصيلة العيد سخية، باذخة، تؤسس للثراء وهي تمكن من ادخار قطعة لكل يوم في السنة.
- لماذا تمنى (القاص) ذلك؟.. (لكي تكون أيامهم كلها أعيادًا).. إذا فأيامهم ليست كلها أعيادًا.. لو كانت أعيادًا لما تحسر على ضياع الحلوى في يوم واحد جهلاً بحال باقي أيام السنة..!!
- ولكن هل الأعياد (الشرعية) فعلاً أعياد فرح، وسعادة، وبشر، وحلوى!!؟
- هو، أي (القاص) وإن تحسر على ضياع الحلوى في يوم واحد، عاد ورمم الحسرة بأن ضياع الحلوى عرّفهم معنى الانتظار..!!
خلاف مسج (القاص) أتاني مسج من شخص آخر رجف فيّ قبل أن أكمله..!!
بدء المسج بـ(غفر الله لكم..) فانتفض ذهني، من الذي مات فسرق منه ومن أهله فرحة العيد؟؟!!
ثم هدأ ذهني وأنا أكمل المسج (غفر الله لكم ومن العايدين وكل عام وأنتم بخير).
***
- ولأن تهاني العيد كثيرًا ما تأتي معلّبة.. أتاني منها ما ليس كذلك..
مما يزرع بتلات السعادة، وشتلات الأمل بغدٍ أجمل.. كهذا المسج:
(يمتاج الفرح كماء بحر في حالة مد فيغرق الوطن كله، كعطر روض صحراوي عريض أزهر فجأة في أول صبح ربيعي فضح عطره للوجود، إنه العيد أتى كنبي يشتل الحب في نفوسنا، أطل كرسول حمّلته السماء أمانة محو الحزن. ولأنك كالعيد في مجيئه أهنئك به).
وأهنئكم به..!