عروبة المنيف
الكاتبة الأمريكية لويس هاي التي اشتهرت بكتاباتها التحفيزية، هي إحدى رواد تطوير الذات والدعوة للشفاء الذاتي وتعد المؤسس لحركة شفاء الذات، التي تؤكد على أن الشفاء من الأمراض مسؤولية شخصية. نشرت لويس كتابها الأول «اشف نفسك» في عام 1976، قبل أن تزدهر حركة «العلاقة بين العقل والجسد في الشفاء»، ويعد كتابها، «تستطيع شفاء حياتك»، الذي نشر في عام 1984 من أشهر كتبها، فقد بيع منه ما يزيد على الخمسين مليون نسخة وترجم إلى ثلاثين لغة، واعتبر من أكثر الكتب مبيعاً حسب نيويورك تايمز، إن الطرق المذكورة في الكتاب أسهمت في شفاء وإلهام الملايين.
رحلت لويس عن عمر التسعين منذ أيام، بعد أن أمضت نصف حياتها تتجرع الألم والهموم والمصاعب والإخفاقات والمرض، وتجاوزت كل ذلك محققة النجاحات المتتالية والشهرة، لتتحول حياتها من امرأة محطمة عاشت طفولة معذبة إلى امرأة طموحة، ناجحة، مبدعة، معطاءة، تملك عند وفاتها دار نشر عظيمة «هاي هاوس»، ومؤسسة خيرية «هاي فونديشن» تمول المعوزين وترعى المسنين.
في مقابلة تلفزيونية معها، ذكرت بأنها تعرضت للإيذاء في طفولتها من قبل زوج أمها، واغتصبت من قبل جار لهم وهي في سن الخامسة من العمر، وتركت المدرسة قبل إنهاء الثانوية لتحمل بطفلتها الوحيدة ثم تعرضها للتبني. تزوجت بعد ذلك الحدث بسنوات ليستمر زواجها أربعة عشر عاماً ثم تنفصل عن زوجها من أجل امرأة أخرى لتبدأ رحلتها الروحانية وعملية التحول في حياتها، لقد اهتدت إلى «كنيسة علوم الأديان» التي تعلمت فيها «قوة التفكير التحويلية» وكيف أن التفكير الإيجابي يستطيع تغيير الظروف المادية للناس.
نشرت في عام 1976 أول كتاب لها بعنوان «اشف نفسك» وبعدها بسنة أصيبت بمرض «سرطان عنق الرحم». رفضت لويس العلاج الطبي وقررت البدء في رحلة «الشفاء الذاتي» التي دعت إليه في كتابها، فاتبعت حمية غذائية وطرق بديلة للعلاج ترتكز على علاج «العقل قبل الجسد» حيث الاهتمام بطريقة التفكير قبل علاج العضو المصاب. كتبت لويس بعد أن شفيت الإجراءات التمهيدية للآخرين ليشفوا أنفسهم بأنفسهم، إن رسالتها في الأمل والشفاء ألهمت الكثيرين.
في كتابها الثاني «تستطيع شفاء حياتك»، شرحت لويس كيف أن معتقدات الإنسان وأفكاره عن نفسه تكون في الأغلب هي السبب في المشاعر السلبية التي يحملها وبالتالي ينتج عنها الأمراض الجسدية المرتبطة بكل نوع من المشاعر ويشتمل كتابها على قائمة بالأمراض الجسدية المختلفة وأسبابها المشاعرية. لقد أكدت في كتابها أننا باستخدام أدوات معينة نستطيع تغيير تفكيرنا وحياتنا للأفضل، من أهم الأدوات، التوكيدات وحب الذات التي حفزت على تبنيها في التفكير، وتؤكد لويس أن الأفكار الجيدة هي المفتاح لحياة صحية جيدة.
لويس رائدة في التفكير الإيجابي ومن الروحانيين العظماء الذي سخروا أنفسهم لخدمة الآخرين، لقد أعطت دعماً روحياً وعلمت الكثيرين القبول والحب والسلام والتسامح وأكدت أن الحب من أهم محفزات النظام المناعي للجسم وأحد المكونات الأساسية للشفاء. لقد بنت لويس إمبراطورية من الحب والأمل والشفاء وأضاءت شمعة للآخرين تهدي لطريق الحب والمسامحة والقبول وحب الذات.