فوزية الجار الله
(1)
أتابع أحياناً أخباراً مريعة، مذهلة لاتصدق عبر وسائل الإعلام المختلفة فينتابني الشك فيما إذا كانت حقيقة أم مجرد فبركة إعلامية بسبب ما أراه من ردود أفعال سلبية تجاهها، ثم أعيد النظر والبحث خلفها فأجدها حقيقة واقعة فيشتد ذهولي وألمي بسبب ما يحدث..
من أبرز تلك الأخبار ماعلمناه مؤخراً من قتل وتنكيل وتعذيب لسكان (الروهينجا) بصورة لايتصورها العقل.. ماذنب هؤلاء؟ وهل من ناصر لهم؟ ولماذا يتعامل العالم معهم بمنتهى السلبية؟ ولنفترض جدلاً بأن أبناء المسلمين شغلوا عنهم بخلافاتهم، أين منظمات حقوق الإنسان ولماذا لاتنصرهم باعتبارهم بشراً مثل سواهم؟!
على سبيل المثال قرأت هذا الخبر في مطلع الشهر الميلادي الحالي (سبتمبر): (حيث ذكرت مصادر بالأمم المتحدة يوم الجمعة أن نحو 38 ألفا من الروهينجا فروا من ميانمار إلى بنجلاديش بعد أسبوع على هجمات نفذها متمردون روهينجا على مواقع للشرطة وقاعدة للجيش في ولاية راخين..) إذاً فالخبر مصدره الأمم المتحدة التي ننتظر عوناً منها، هذا الخبر أعاد إلى ذاكرتي كلمات قرأتها للكاتبة الجزائرية: أحلام مستغانمي: (- ماهي وظيفة الأمم المتحدة يا أبي؟.. استبدال الأوطان بالمخيمات يابني!).
وقبل هذا الخبر بزمن قصير نُشر خبر ينص على أن السلطات أغلقت مسجداً ومدرسة للمسلمين في إحدى القرى التابعة لمنطقة الروهينجا بدعوى الحد من تصعيد المشكلات مابين البوذيين والمسلمين. تطوف هذه الأسئلة برأسي طويلاً وتصطدم بأسئلة أخرى أكثر صعوبة ووجعاً، ما الذي يحدث منذ سنوات في وطننا العربي وعلى وجه الخصوص في سوريا والعراق؟ تونس ولبنان، اليمن وليبيا؟ هل وجدت إجابة شافية للأوطان القريبة كي أجدها في تلك الأوطان الأبعد والتي تضم إخوة لنا في الدين والإنسانية؟!
(2)
شُغلت مؤخراً بالبحث والتنقيب حول مؤلفات كاتبة عربية مميزة بما في ذلك سيرتها الذاتية..
الكاتبة هي بديعة أمين، وهي كاتبة عربية مثقفة، أثرت المكتبة العربية بكثير من المؤلفات الفكرية والأدبية منذ أوائل سبعينات القرن الماضي.. وقد ركزت في كثير من مؤلفاتها على نقد الحركة الصهيونية، من مؤلفاتها: المشكلة اليهودية والحركة الصهيونية 1974م/ الصهيونية ليست حركة قومية 1978م/ الجذور التوراتية للعنصرية الصهيونية 2002م..
تحوي مكتبتي كتاباً واحداً فقط بعنون (هل ينبغي إحراق كافكا؟/ الطبعة الأولى 1983م)، أقتطف منه هذه السطور:
(فمن خلال التشبث بمقولات توراتية معينة وبمقولة كون اليهود عنصراً نقياً مستقلاً عن بقية الأجناس البشرية، وأنهم منحدرون من الأسباط الاثنى عشر، بدا للصهيونية أنه بات من الممكن أن تمنح اليهود المعاصرين «حق الإرث» في فلسطين، بالرغم من أن الفكر العلمي لايقر مثل هذا الادعاء..).
ولازال البحث جارياً بمنتهى الشغف والاهتمام حول مؤلفات الكاتبة بديعة أمين.