«الجزيرة» - المحليات:
وصف الشيخ الدكتور عادل الكلباني الحج بأنه مدرسة عظيمة لتعليم الكثير من مسائل الإسلام كالرحمة والصبر الهجرة والإنفاق وغيرها، مشيرًا إلى أهمية أن يُدرك كل حاج نعمة اختيار الله تعالى له ضمن ثلاثة ملايين مسلم من أصل مليار ونصف مليار مسلم ليقف في هذا الموقف المشهود.
وأضاف الشيخ الكلباني الذي كان يتحدث على منصة «خيمة مسك» بمشعر منى يوم السبت الماضي، أن الإسلام فضل خص به الله أهله دونًا عن البشر الذين مازالت معتقدات معظمهم خاطئة حتى على الرغم من التقدم العلمي والحضاري الذي جاء به القرن الحادي والعشرون، مضيفًا «لقد هدانا لهذا الدين وهذه نعمة عظيمة ينبغي أن نشكر الله عليها، نعمة يعرفها جيدًا من عاشها بعد أن حرم منها». وتطرق الكلباني إلى أهمية الثبات على الدين في عصر يبحر في أمواج من الفتن العظيمة، مؤكدًا أن من أعظم أسباب بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام هي الرحمة و الهداية والإرشاد للعالم، وأضاف «لقد وصف الله تعالى رسوله بأنه رحمة للعالمين بكل أطيافهم ,أجناسهم، وأخبر جل وعلا كثيرًا من أمثلة هذه الرحمة التي تجسدت في سنة رسوله الكريم بالرفق بالحيوان والنبات فما بالك بالإنسان وكرامته». وقال الكلباني إن صاحب العلم لا يكون عالماً حقيقيًا إذا كان خاليًا من الرحمة، متأملاً تجليات الرحمة الإلهية في نصوص القرآن ومنها أن الملائكة وحملة العرش يستغفرون للمؤمنين، وكذلك آيات العذاب التي لم تكن تخلو من الرحمة، مثل قوله تعالى في سورة الفرقان «ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن»، وقوله عز وجل في سورة آل عمران «ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد».
ووجّه الكلباني للمسلمين وللحجاج رسالة أكد فيها الطمأنينة واللطف الإلهي لعباد الله جميعًا، موضحًا «ربنا تعالى يريد منا أي عمل لننقذ أنفسنا من النار، مهما كانت ذنوبك لا تكن عائقًا بينك وبين رحمة الله به، مهما كنت ترى نفسك سيئًا فالله الحسنات يذهبن السيئات، وهذا هو أحد فضائل ديننا ودلائل الرحمة فيه حيث تعمل العمل البسيط السهل ويكافئك الله عليه مكافأة عظيمة».