إبراهيم عبدالله العمار
يجلس الناس اليوم بمعدل 9 ساعات يوميًا، أكثر حتى من وقت النوم!
هذه معلومة خطيرة، فالجلسة الطويلة بالغة الضرر على المدى البعيد. الجسم ليس مصممًا أن يجلس فترات طويلة، بل للحركة المستمرة، وهذا ما كان يفعله البشر قبل زمننا هذا، أما الآن فصرنا نفرط في الجلوس وظهرت آثار ذلك، فمن يجلس أكثر من 6 ساعات يوميًا فإنه أكثر عرضة لأن يموت خلال 15 سنة وذلك بنسبة 40 في المائة. يبدأ ضرر الجلوس الطويل بأن يزيد الوزن، فقد وجدت الدراسات أن السمينين يجلسون عادة ساعتين ونصف في اليوم أكثر من النحيفين. وأضرار الجلوس تبدأ فورًا، فعندما تجلس فإن الحركة الكهربائية في عضلات الساقين تتوقف، وبعد ساعتين يهبط الكوليسترول الحميد 20 في المائة، وبعد 24 ساعة تقل فائدة الإنسولين مما يزيد احتمال الإصابة بمرض السكر.
المشكلة أن الجلوس صار لا مفر منه مع الوظائف المعاصرة، ولكن هناك حل، وهو الوقوف والحركة قدر الاستطاعة، فيمكن الشخص أن يمشي قليلاً حول المكتب أو يمط عضلات الجسم، أما إذا لم يقتصر الجلوس على المكتب وزاد إلى البيت فهذا يضاعف المشكلة، فمن يجلس 3 ساعات أمام التلفاز يوميًا أكثر عرضة للوفاة بنسبة 64 في المائة، حتى لو مارس الرياضة كل يوم. نشرَت مصادر علمية أن الجلوس ساعات طويلة يزيد الوزن، لكن بشكلٍ غريب. في الجسم البشري انزيم يحرق الدهون، وعندما تجلس فهو يتوقف فورًا، وبدلاً من أن تحترق الدهون والكوليسترول على يد هذا الانزيم فإنها تبدأ في الانتشار في الجسم والتحول إلى دهون دائمة (شحم) أو تسد الشرايين وتسبب أمراض القلب، وأمراض القلب وجد العلماء أنها تضاعفت إلى 3 مرات في العصور الحديثة، ومن أهم أسباب ذلك الجلسة الطويلة وهو شيء موجود في معظم الدول أو كلها، سواءً كانت الدولة صناعية أم نامية. نفس الدراسة وجدت شيئًا طيبًا: لا يحتاج أن تتحرك لتكافح أضرار الجلوس، بل مجرد الوقوف فقط يكفي! الوقوف يشغل آليات حرق الدهون، والوقوف أيضًا يحرق 60 سعرة حرارية في الساعة.
قف وتحرك. سواءً على مكتبك أو أمام حاسبك في البيت، تحرك أو على الأقل قف من فترة لأخرى، واحفظ نفسك.