منى - عبدالله الهاجري:
أكد عدد من العلماء والدعاة على تميز حج هذا العام، مشددين على نجاح حكومة خادم الحرمين الشريفين في إدارة الموسم ليؤدي الحجاج نسكهم بيسر وسهولة وأمان وسط منظومة متكاملة من الخدمات.
وشدد العلماء من قلب مخيمات مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بمشعر منى على أن نجاح المملكة في إدارة موسم الحج بحسن التخطيط والتنفيذ مغلبة التعامل الإنساني مع ضيوف الرحمن، ألجم كل دعاة الفتنة والتسيس والتدويل وخلافه.
وأكدوا بصوت واحد أن من يشكك في جهود المملكة الجبارة والكبيرة في خدمات ضيوف الرحمن والمسلمين بشكل عام في جميع اصقاع الأرض، سيجد العالم الإسلامي بكافة دوله وشعوبه تتصدى له وتحاربه لأن أي تهديد للمملكة هو تهديد لجميع المسلمين في أنحاء المعمورة.
وأثنوا على جهود جميع الجهات العاملة في الحج، وخصوا بالذكر وزارة الحج ومؤسسة مطوفي الدول العربية على ما يقدموه من خدمات كان لها أكبر الاثر في نجاح الحج، وباركوا للمملكة نجاح موسم حج هذا العام، ووصفوه بالاكمل والامثل بين مواسم السابقة.
دعوات مرفوضة
بداية يرفض رئيس جامعة الازهر سابقا وعضو هيئة كبار العلماء في مصر الدكتور أحمد عمر هاشم جميع دعوات تسييس وتدويل الحج، مشددا على انها دعوات باطلة.
ووصف موسم حج هذا العام بالمختلف، وقال: «الحقيقة أن من يزور المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين في كل موسم يجد اختلافا كبيرا عن المواسم الماضية، وهذا كله بفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين، وما تنفذه الحكومة السعودية من مشاريع عملاقة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بهدف تيسير أداء الفريضة وراحة الحجيج، وخاصة توسعة خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف تمثل جهداً عظيماً غير مسبوق، وبقدر ما هي واجب إسلامي كما يؤكده قادة هذه البلاد إلا أنها تظل مصدر فخر واعتزاز ليس للمملكة فحسب وإنما للمسلمين في شتى أنحاء الأرض.
وأضاف: «اذكر أنني حضرت لأداء فريضة الحج لأول مرة عندما كنت طالباً في العام 1967 وقد كانت السيارات والمحلات التجارية تنتشر في ما بين الطواف والمسعى لكن عاما بعد عام وجيلا بعد جيل تطورت الخدمات وتعاقب ملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله وتنافسوا على خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن حتى وصلت إلى ما نشاهده الآن من خدمات وتطورات كبيرة من خلال الجهات الخدمية مثل وزارة الحج ومؤسسة مطوفي الدول العربية التي تشرف على هذه المخيمات».
جرح الشعيرة
ويؤكد الداعية محمد حسان على أن الحج من أعظم شعائر الاسلام، ويجب ان لا يجرح بدعوات التسييس أو خلافها.
وأضاف قائلا: «هناك من يحاول زعزعة استقرار المملكة سواء بالقول أو بالفعل ويشكك في جهودها الجبارة والكبيرة في خدمات ضيوف الرحمن والمسلمين بشكل عام في جميع اصقاع الأرض ولكنه سيجد العالم الإسلامي بكافة دوله وشعوبه تتصدى له وتحاربه لأن أي تهديد للمملكة هو تهديد لجميع المسلمين في أنحاء المعمورة».
وتساءل حسان: «وهل قصر إخواننا في المملكة يوما من الأيام في خدمة الحج وضيوف الرحمن حتى تخرج مثل هذه الأصوات النشاز وتطالب بتدويل الحج أتحدى أيا من هذه الأصوات المغرضة والنشاز أن تستطيع دولها أن تنظم عمل الحج لسنة واحدة وأن تحتوي هذا العدد الكبير من الحجاج في مكان واحد وزمن واحد، وأن تستطيع توفير ربع الخدمات التي تقدمها المملكة للحجاج ولكن هذه الأصوات لا هم لها سوى زعزعة استقرار المملكة والنيل منها بأي طريقة وأي وسيلة لكن نباحهم وعويلهم ذهب أدراج الرياح وأفشل الله مساعيهم وكذبهم وتدليسهم وسيحفظ الله أمن واستقرار هذه البلاد بدعوات أنبيائه ورسله وخليله إبراهيم عليه السلام بإذن الله تعالى».
وبين أن موسم حج هذا العام كان ناجحا بجميع المقاييس وعنوانه الرئيسي الراحة والانسيابية وعدم الزحام في جميع المشاعر، مثمنا تعاون مؤسسة مطوفي الدول العربية والذي وفرت لهم سبل الراحة، حيث كانت الروحانية هي السائدة في جميع تنقلاتهم الحجاج بين المشاعر المقدسة.
كلام عبثي
ويصف عضو المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية الداعية خالد الجندي دعوات تسييس الحج بأنها دعوات مشبوهة لا تمت للدين بصلة ، ومطلقوها يريدون خلط الدين بالسياسة لمآرب أخرى.ويضيف: «الدعوة له كلام عبثي وفساد ما بعده فساد لانه يشوه شعيرة الحج التي تعد أحد أركان الاسلام، مشددا على أن من يقوله ففي نفسه حقد ومكر».وقال :» نحن كدعاة وعلماء لن نسمح بتسييس الحج ، وسنقف حائطا ضد هذه الدعوات دون أن نسمح المساس بالشعيرة».
ولفت الجندي إلى أن موسم حج هذا العام من السنوات المميزة من حيث التنظيم والخدمات والتسهيلات الحاصلة من جميع النواحي.وكان الجميع مندهشا من حسن التنظيم والمرونة في التنظيم الإداري والعملي خصوصا في مسألة التفويج الى الجمرات التي كانت من أروع ما يكون وبفضل الله انتهى موسم الحج لهذا العام بتوفيق الله بنجاح كبير ، يشهد به كل من حج بيت الله الحرام ووقف بعرفات ووقف في المزدلفة ثم إلى منى ثم إلى بيت الله الحرام.
وأضاف: «شهدنا جميعا هذه الانسيابية وهذه الراحة وشهدنا هذه الخدمات الكريمة المباركة التي قدمت من بلاد الحرمين الشريفين ملكا وحكومة وشعبا، وهذا إن دل فإنه يدل دلالة واضحة على أحقية هذه البلاد المباركة، كما كان هذا قديماً، وسيبقى بإذن الله سبحانه وتعالى على خدمة بيت الله الحرام، وعلى خدمة المسجد النبوي وعلى خدمة حجاج بيت الله الحرام، ونشكر الله عز وجل أولاً ثم نشكر بلاد الحرمين الشريفين، ونسأل الله عزَّ وجل لهم مزيداً من التوفيق والسداد والرشاد، وأسأل الله أن يحفظ لهذه البلاد المباركة أمنها وسلامتها واستقرارها وسلامها وجميع بلاد المسلمين».