«الجزيرة» - المحليات:
واصلت «خيمة مسك» المقامة بمشعر منى تقديم برامجها المعرفية والثقافية لضيوف بيت الله الحرام، فقد شهد يوم عيد الأضحى زيارة عدد من الحجاج للخيمة بعد انتهاء رمي الجمرات والتحلل للعيد، حيث تعرفوا على معرض الصور، وتقنية الحج الافتراضي كما شاركوا في فعالية المنصة التي أقيمت فيها محاضرة للشيخ الدكتور محمد العريفي بعنوان «الحج المبرور».
تناولت المحاضرة جوانب من حجة الوداع وخطبة الرسول عليه الصلاة والسلام في عرفة، والحكمة من الحج من منطلق دعاء النبي إبراهيم عليه السلام بأن تهوي الأفئدة إلى هذه الشعيرة العظيمة، وهو ما يدل على الإقبال بالقلوب قبل الأجساد، كما تحدث الدكتور العريفي عن تساوي الناس بمختلف فئاتهم في موقف الحج وتكريسها للمبدأ الذي نص عليه قول الله عز وجل «إن أكرمكم عند الله أتقاكم».
ودعا الشيخ العريفي الحجاج أن يتوجهوا بشكر الله تعالى على التوفيق في أداء فريضة الحج بوصفها نعمة يمن بها سبحانه على من يشاء من عباده، كما يدعو المحاضر إلى استحضار عظمة المكان الذي مر عليه الأنبياء وظل محط رحلات طويلة لملايين البشر عبر التاريخ، كانت بعض هذه الرحلات تستغرق سنوات للوصول.
كما تحدث العريفي عن ضرورة الإقبال الروحاني والعقلي الكامل إلى الله في هذه العبادة لتحقيق القبول، مشيراً إلى أن علامات الحج المبرور كثيرة من أهمها الشعور بأثر الحج في حياة الإنسان وعباداته وسلوكياته وأخلاقياته وتعاملاته اليومية، وأضاف «العبادة المقبولة هي التي يكون حالك بعدها خيراً من حالك قبلها، فتلمس في نفسك التغيير الإيجابي ويلاحظه الناس عليك، وهذا ينطبق على الحج كما ينطبق على عبادات أخرى كالصوم والصدقة وغيرها».
وقد ذكر العريفي أن تحقق شروط الحج المبرور أمر ينعكس بالإيجاب على الأمة الإسلامية كاملة حيث يعود أكثر من مليوني شخص إلى ديارهم وهم أكثر إخلاصاً وتأدباً ورغبة في العمل المتقن والأمانة، مطالباً كل من يعود من الحج باستشعار أنه نقطة تحول ينبغي أن يبدأ منها في المشاركة الفاعلة في شتى مناحي الحياة، وأن ينطلق منها بجدية أكبر نحو خدمة نفسه ومجتمعه ووطنه وأمته.
من ناحية أخرى، وصف الإعلامي والكاتب عضوان الأحمري (خيمة مسك) بأنها تمثل نقلة في مجال الفعاليات التي تقام في أثناء شعيرة الحج، معتبراً أنها مكنت الحجاج وضيوف الرحمن من ممارسة أنشطة ثقافية مختلفة بجانب أداء فريضتهم ونسكهم، كما جعلتهم أكثر معرفة بأحكام الحج وقيمه ودروسه المستفادة.
وأشاد الأحمري بتجربة الحج الافتراضي التي تقدمها الخيمة، وبالنموذج المصغر لمصنع كسوة الكعبة المشرفة، بالإضافة إلى الاهتمام بفن التصوير عبر معرض متخصص، مضيفاً «هذه المبادرة توصل رسالة مهمة عن دور المملكة في توسعة الحرمين ورعاية الحجاج، كما يعرض جوانب من التطور الذي شهدته المشاعر المقدسة والذي يعد تحولاً مهماً في تسهيل أداء فريضة الحج».
ووجه الإعلامي عضوان الأحمري دعوته إلى الجهات المختلفة إلى تبني مبادرات شبيهة بخيمة مسك، يكون من شأنها إطلاع الحاج على ثقافة وتاريخ المملكة، موضحاً «لقد نجحت مجهودات الشباب في إيصال أصداء هذه الخيمة إلى شريحة واسعة من الشعب السعودي، وإلى العالم من خلال الحجاج الذين سيعودون إلى بلدانهم وهم يحملون عنها، وعن تجربة الحج ككل، هذه الذكرى الطيبة».