د.عبدالعزيز الجار الله
لدينا مدن مقدسة هما مكة المكرمة والمدينة المنورة وتضم المشاعر المقدسة وهي بالواقع مدن موسمية من الخيام البيضاء: منى، ومزدلفة، وعرفة. تساندهما مدينة جدة الميناء الجوى والبحري والبري، والطائف الميناء الجوي والبحري، وبذلك تكون لدينا ثلاث من المدن المؤقتة تستوعب سنويًا نحو (3) ملايين نسمة من الحجاج والعاملين من القوات الأمنية والتنظيمية والقطاع الخاص تستمر لمدة الحج الفعلية وأسابيع قبل وبعد أيام الحج.
إذن هذه المدن الموسمية الثلاث: منى ومزدلفة وعرفة تحتاج إلى خطط جديدة في تفويج الحجيج، وفي إعادة بناء هياكل مدن الخيام.
هناك عديد من مدن العالم قامت لكونها مركزًا حضاريًا مؤقتًا وأصبحت دائمة، والمدن الثلاث لها خصوصية دينية لا يمكن أن تكون مدنًا دائمة بالمفهوم الحديث للمدن لكن يمكن تطوير فكرة مدن الخيام أو الاستمرار في بناء الأبراج التابعة للمؤسسات الحكومية كما هو الآن، تطورات المستقبل وبخاصة رؤية المملكة 2030 التي تقوم على الاستثمار وتنويع مصادر الدخل للدولة والأفراد والانتقال إلى الإنتاج بدلاً من الاستمرار في الاستهلاك، وهذا يتطلب التفكير الجاد في (البعد الديني)الذي تتميز به السعودية، وأكَّدت عليه الرؤية السعودية، ومنها مدن الخيام البيضاء: منى ومزدلفة وعرفة.
العالم من حولنا يتحرك بعضه ضد توجهاتنا وعكس ما نقوم به لخدمة الحرمين الشريفين لعدة أغراض منها المبطن وأخرى المعلن السافر، لكن ما يهم أن نبحث مستقبليات مدن المشاعر وبخاصة بعد البدء في الدخول بوسيلة نقل جديدة عبر القطارات: قطار الحرمين، وقطارات جدة، وقطار المشاعر. وهي قطارات سوف تسرع من حركة الركاب وتنقلاتهم وكثافة وجودهم إضافة إلى النقل العام الذي يؤدي أدورًا صعبة داخل المشاعر لذا ستكون المرحلة القادمة أكثر دقة وحساسية.