صيغة الشمري
مرحلة ضبابية وقاتمة وفوضى غير خلاقة تشوه محتوى وسائل التواصل الاجتماعي، الأدهى والأمر بأن هذا المحتوى الذي يقوده العوام وبعض السذج والمأزومين انتقل من مرحلة السطحية والمحتوى الفارغ إلى مرحلة الدجل والضحك على العوام وخداعهم عبر خطط تسويقية سخيفة ومكشوفة وذات مفعول عكسي، استسلمت الكثير من الجهات سواء الحكومية أو الخاصة للسلطة الشعبوية التي يملكها بعض نجوم التواصل الاجتماعي لتبني معهم الخطط التسويقية والحملات الإعلامية التي لا يوجد أي مؤشر علمي دقيق يثبت جدواها أو فاعليتها فيما يخص التأثير في سلوك الشريحة المستهدفة، مازالت جميع المؤشرات العلمية تؤكد وجود شكوك كبيرة بأن كل ما يحدث داخل هذا العالم الافتراضي لا يعدو كونه إلا تأثيرًا افتراضيًا لا يؤثر على أرض الواقع سوى بنسبة قليلة جدًا لا ترتقي للمبالغ ولا للجهد الذي بذل فيه، وهذا ما يجعل أسعار الإعلانات ومبالغ التسويق فيه ضئيلة مقارنة بالمنصات الإعلامية الأخرى نظرًا لكثرتها ولعدم الجدوى المرجوة منها، كل ما ذكر أعلاه يمكن الاستدلال عليه من خلال ما انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي لواحدة من نجوم السناب الشات وإحدى شركات المياه التي يبدو أنها تعاني من عدم ثقة المستهلك ربما ليس لردائتها فقط بل للفكر التسويقي السطحي الذي تدار بها حملتها الإعلانية، الذين تفتقت أذهانهم عن فكرة سخيفة وساذجة تقوم فيها هذه (السنابية) بالتشكي من نفاذ قارورة المياه مع عرض شعار الشركة بشكل واضح لتقوم الشركة بالفزعة لهذه السنابية عبر تطويق بيتها بشاحنات من كراتين مياه هذه الشركة مع هدايا فخمة أخرى، ولأن هذه الفكرة سطحية وغير مدروسة ولا تنم عن فكر تسويقي فقد قابلها المجتمع بالرفض وذهب إلى المطالبة بمقاطعة مياة هذه الشركة، وربما ستمتد آثار هذه الحملة التي حملت الكثير من (الهياط) لزمن طويل قد يؤدي بخروج هذه المياه من السوق بشكل نهائي، وهذا ما يؤكد بأن الحملات الإعلامية أو التسويقية لا بد أن يراعى بها التخصص واحترام المهنية بغض النظر عن اختلاف المنصات الإعلامية، لأن التأثير على سلوك المستهلك لدفعه لاتخاذ قرار الشراء يحتاج إلى ما هو أكبر من (المهايط) عبر حساب سنابية مهما بلغت شهرتها!