مهدي العبار العنزي
علمتنا التجارب بأن المرتزقة لم يحققوا لأي بلد كان أي نصر أو رفعة أو تقدم أو نهضة، بل على العكس من ذلك تمامًا، فهم يسهمون في تحطيم طموحات وآمال الشعوب ويسهمون أيضًا في تأخر من يريد التقدم أسوة بالعالم المتقدم. لقد عانت عدد من الدول وعلى مر العصور من تسلط وخيانة المرتزقة، لأن هؤلاء ينخرطون تحت مسمى الطابور الخامس، الذي يهدف إلى إثارة البلبلة والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، أهدافهم معروفة وغاياتهم مكشوفة، في عالم اليوم أصبحت مهنة الارتزاق من المهن التي وجدت لها مكان في قلوب وعقول بعض من يعانون من مرض فقد الثقة بشعوبهم، خذ مثلاً قطر التي يقطنها شعب تنحدر أصوله وجذوره من قبائل عربية أصيلة لها مجد وتاريخ ولها قيمة ومواقف مشرفة، تنحدر أصولها من قبائل كلها من هنا من المملكة العربية السعودية. وعلى الرغم من إخلاصهم للأرض التي عاشوا عليها وتربوا وترعرعوا في ربوعها إلا أنهم لم يجدوا من يقدر وفاءهم وولاءهم وعطاءهم، بقدرة قادر تحول الشعب القطري في نظر تميم إلى شعب خائن غير موثوق به وتم استبدال كل أولئك الرجال من أبناء القبائل في قطر من العسكريين بمرتزقة من إيران وغيرها من الدول التي ما زالت تحلم بأمجاد تم تحطيمها منذ أعوام طويلة، تميم والحمدين عندما استعانوا بالحرس الثوري لحماية قصورهم وشخصياتهم وعائلاتهم لم يدركوا بأن العدو مهما طال الزمن لم يكن مواليًا أو صديقًا يستعان به ولم يكن أهلاً للثقة التي تم منحت له ولكنه الجهل بعواقب الأمور والجهل في قراءة التاريخ، وهل سأل تميم نفسه يومًا -وهو الذي ينتمي إلى قبيلة عربية أصيلة بني تميم التي كان منها فرسان حاربوا الفرس في معركة القادسية، ليس من أجل الاعتداء والسلب والنهب، بل من أجل إعلاء كلمة التوحيد ألم يخجل تميم على نفسه وعلى أسرته بأن يقوم بمثل هذه الأعمال الشريرة، من حق أي دولة من دول العالم أن تقيم علاقات مع الدول الأخرى، لأن أنظمة هيئة الأمم المتحدة تجيز ذلك ولكن العقل والمنطق لا يجيز أبدًا أن تقيم دولة علاقاتها مع دولة أخرى من أجل زعزعة أمن واستقرار دول مجاورة ترتبط معها باللغة والدم والمصيرالواحد، ألم يخجل تميم والحمدان على أنفسهم بأن يسهموا بأعمال شريرة تهدف إلى ضرب وحدة أبناء الخليج والوطن العربي؟ ألم بخجل هؤلاء بأن يستبدل أبناء الشعب القطري الوفي بمرتزقة وعلى كل المستويات العسكرية والإعلامية؟ إنه السقط وإنه الغباء يعتقدون بأن هؤلاء المرتزقة يمثلون الدرع الحصين لحمايتهم وفرض هيبتهم على دولتهم وشعبهم وهذا بطبيعة الحال خطأ تاريخي لا يغتفر، إننا على يقين بأن كثيرًا من أسرة آل ثاني الكرام لم ولن يوافقوا على كل هذه الأفعال التي لا تمت للعقل والمنطق بصلة؟
لماذا لم يحاسب الحمدان وتميم أنفسهم عن الأفعال الإجرامية في حق الشعب الليبي وتدمير وتحطيم حضارته؟ لماذا لم يحاسب الحمدان وتميم أنفسهم عن الجرائم التي تم ارتكابها بدعم مالي منهم لجماعات متطرفة ولعشاق الدماء وقطاع الرؤوس الذين أجرموا بحق الشعب السوري والشعب العراقي والشعب المصري الأبي، بل وتعدى ذلك إلى تشجيع ودعم لجماعات إرهابية في عدد من الدول العربية ومنها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولعل سائلاً يسأل: هل هذا طموح دولة قطر؟ وهل هذا يتفق مع حسن الجوار والتلاحم والتعاون بين الشعوب العربية والإسلامية؟ الجواب: بطبيعة الحال لا وألف لا، هل يريد تميم والحمدان أن يحكموا العالم بطبيعة الحال الجواب لا.
وما دام الأمر كذلك فلماذا لم تدرك عقولهم حجمهم الطبيعي؟ وأن يعودوا إلى رشدهم، لقد وصل بهم الأمر إلى فتح قناتهم (الجزيرة) التي تشكك حتى في نوايا الحجاج حجاج بيت الله الحرام وجاءوا بمرتزقة من الإعلاميين يحرضون ويشتمون ويمارسون حقدهم ضد القيم والأخلاق وضد المبادئ كانوا يقولون: نحن نحترم الرأي والرأي الآخر وكان هناك من يصدقهم ولكن وضعهم انكشف وأهدافهم الدنيئة بانت على حقيقتها؟ فهل يقبل مسلم واعٍ مدرك لمثل هذه الافتراءات والأكاذيب؟
إذا كان تميم يعتقد أن هؤلاء يستطيعون تلميع صورته وتثبيت سلطته فهو يرتكب حماقة أخرى لأنه لم يدرك بأن الشعب القطري بقبائله وأسره لن يقبل أبدًا هذا الانحراف وهذا الانجراف ولن يقر الارتماء في أحضان الخونة والمرجفين وإن غدًا لناظره لقريب.