مها محمد الشريف
لم ير العالم أفضل من الترتيبات التي تقوم بها المملكة لخدمة الحرمين الشريفين وتيسير الحج وتنظيم الخدمات للحجاج والمعتمرين ، فبفضلها استطاع ملايين من المسلمين الحج، حيث أعلنت الهيئة العامة للإحصاء يوم الخميس التاسع من ذي الحجة نتائج إحصاءات الحج لهذا العام 1438هـ، فقد بلغ إجمالي عدد الحجاج ( 2.352.122) حاجاً، منهم (1.752.014 ) حاجاً من خارج المملكة، فيما بلغ إجمالي حجاج الداخل (600.108) حاجاً.
قدرة تنظيمية تدار إدارة مميزة، وتفاصيل دقيقة قدمتها الهيئة تُشكر عليها، وثمة غبن كبير يلحق بالأنظمة الداعمة للإرهاب من انجازات المملكة وما تقدمه للمسلمين من خدمات، ولكن ضحايا القرضاوي وعزمي بشارة لا زالوا في طغيانهم يعمهون حتى وقوع الأزمة القطرية اعتقد كثير من المتربصين وواضعي السياسات أن ما يحدث ليس سوى حلم بانتظار تحقيقه ضد السعودية سيفوق طاقاتها فتدفع الثمن غاليا.
لقد ابتلعت قطر حقائق ضخمة بفضل ماكينة الصراف الآلي التي جلبت لها مكاسب وزعتها على المرتزقة والساسة الفاشلين، حادت عن المسار الصحيح و أظهرت الأزمة حطام إعلامها حيث زورت عدد الحجاج القطريين الذين وصلوا للحج وعددهم 1564 حاجا إلى صفر في وسائلها الإعلامية.
فالفكر الجديد التقني المكتسب أرسى على أرضنا كفاءة إعلامية هائلة نقلت للعالم مشهدا مهيبا للحج والحجاج. كوادر متبصرة تشكل نماذج متعددة من القدرات البشرية التي خطفت أبصار الإعلام العالمي بخطة مناسك الحج ورحلة مليونين و300 ألف من حجاج بيت الله الحرام، بداية من عرفات حتى غروب شمس الخميس، ثم النفرة من عرفات ليتوجهوا إلى مزدلفة ويقضوا ليلتهم استعدادا ليوم النحر أول أيام عيد الأضحى المبارك وتكتمل رحلة الحج الإيمانية إلى منى ثم طواف الوداع بالبيت الحرام.
وبتعاون جميع القطاعات استطاعت حكومة المملكة تعزيز قوات تأمين الحج من إجراءاتها الأمنية والتنظيمية حفاظا على سلامتهم، وطائرات مروحية تقوم بدوريات جوية للاطمئنان على تحرك الحجيج بكل يسر وسهولة وبتظافر الجهود يتأسس النجاح.
لو لم يكن الإنجاز الكبير الذي حققته أمام أعيننا لكان من الصعب تخيله ، فمنذ أعوام خلت ونصيب الحجاج والمعتمرين يتصدر قائمة الاهتمامات وتتضاعف معه الجهود مكتفية ذاتيا وتتحدى أقوى منافس يقوم بالعمل الذي تقدمه في خدمة الحرمين والأماكن المقدسة. دولة تسير على نهج الدين الإسلامي وأكثر ملاءمة للظروف القديمة والمعاصرة وفقا لما تقتضيه تعاليم الشريعة الإسلامية.
إن الاستراتيجية التي نفذتها المملكة لفتح نوافذها على العالم حققت لها مزيدا من النمو الاقتصادي والسياسي إضافة إلى موقعها في قلب العالم الإسلامي وفي أعماق روحانيته، ما جعل هذا الحدث العظيم يغطي على ما سواه من أحداث في جميع أنحاء العالم .
فلم تعد صواريخ كوريا الشمالية الموجهة إلى أمريكا الخبر الرئيس أو إعصار هارفي في ولاية تكساس أو أخبار داعش وحزب الله وكثير من الأخبار. باستثناء أخبار المملكة و الحج وفخامة المشاعر المقدسة، وهذا دليل على اتساع الرقعة الإعلامية التي أظهرت تقبلا لأهمية ثورة الإتصال والتقنيات التي وصلت أقصى الأرض. بل إلى أعماق أكثر من مليار مسلم وأكثر، راجعا إلى المهام الرئيسية لهذا البلد العظيم، فقد اعتمدت هذه النجاحات على نهج الدين الحنيف وتعظيم شعائر الله وخدمة الحرمين الشريفين.