فقدت البلاد أحد أبنائها المشهود لهم بالإخلاص والتفاني في خدمة الأمة والوطن والقيادة.. إنه الأستاذ الصديق: عبدالرحمن عبدالله الزيد الدكان رحمه الله.. ونحن عندما نحزن على فراق قريب أو صديق أو حبيب غادر الحياة إلى الدار الآخرة إنما يدفعنا إلى ذلك الخصال الحميدة والسجايا الطيبة التي كان يتحلى بها بين أهله ووسط مجتمعه وكل من تعامل معه أو جاوره.
«وكلنا يدرك أن الحياة تجمع وتفرق ولا يدوم على حال لها شأن.
«ويخلق الإنسان فيها ويكتب أجله ورزقه ولا يغادرها إلا بعد أن يستوفي هذين العنصرين حسبما ورد في الأثر.
«كنت مسؤولاً في جهة لها علاقة بالتوظيف وكان التوظيف عن طريق ديوان الموظفين العام (وزارة الخدمة المدنية حالياً) عن طريق لجان تعقد في مناطق متفرقة من المملكة، وكنت استقبل بعض هذه اللجان بحكم التخصص والتعاون مع مسؤوليها في تسهيل مهمتهم.
«وقد تعرفت على الأخ: عبدالرحمن عبدالله الزيد، كأحد المسؤولين عن لجنة من هذه اللجان: وكان على خلق وتواضع وإخلاص وحسن تعامل مع المراجعين وطالبي التوظيف وتسهيل أمورهم.
«واستمرت هذه المعرفة به كمسؤول في لجان التوظيف بوزارة الخدمة المدنية التي كانت تعقد في المناطق.. حتى استبدلت عملية التوظيف السابقة بالتنظيم التقني الجديد الذي أكسبها التسهيل في الإجراءات والقضاء على الروتين الطويل الممل في عهد وزارة الخدمة الجديد (تنظيما وتسهيلا وانجازا وتقنية).
«ثم انتقلت خدماته أخيرا إلى الشؤون الخاصة الملكية مديرا للشؤون الادارية والمالية واستمربها يعطي بإخلاص وامانة وكفاءة حتى توفاه الله ماسوفا عليه.
«كانت سيرة الراحل الوظيفية - رحمه الله- خلال عمله بالدولة سيرة عطرة اتسمت بالجهود المثمرة والتميز في الأداء والادارة والانجاز في العمل واكتسابه محبة وثقة المسؤولين الذين عمل معهم وزاملهم.
«رحم الله الأخ الصديق الإداري الناجح الأستاذ: عبدالرحمن عبدالله الزيد الدكان رحمة واسعة وأسكنه فسيح الجنان وجزاه بما عمل وقدم وأنجز لأمته ووطنه وقيادته خير الجزاء، وجعل ذلك في موازين حسناته وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)
** **
- علي خضران القرني