إنك ميت وإنهم ميتون وكل نفس ذائقة الموت وما علينا إلا الاحتساب والصبر عند المصاب الجلل، والحديث عن الشيخ طلال بن مسعد القاضي شيخ قوفه من جهينة شخصية ذات صفات إنسانية عظيمة في حبّ الخير ومساعدة الآخرين يتصف بالحنكة والحكمة في معالجة الأمور له مواقف تذكر فتشكر في حل الكثير من القضايا بالحب والود والتسامح وقد لمست ما له من حب كبير في نفوس الآخرين أثناء مشاركتي في الصلاة عليه رحمه الله وانتقاله إلى مثواه الأخير فوجود الأعداد الكبير من المشيعين والمعزين الذين شاركوا في جنازته وعزاء ذويه خير دليل على ما كان يتمتع به الرجل من حبّ وهو دليل خير إن شاء الله.
هاتفني الدكتور فهد بن سعد الجهني متحدثاً عن الفقيد وما له من مكانة وحب مشيراً إلى أن بعض الأشخاص عندما يموتون يتركون فراغاً كبيراً ونشعر بقيمتهم وفقدهم ونتألم لفراقهم لأنهم كانوا أهل خير ومعروف ومواقف إنسانية ويتركون أثراً حميداً في الناس، مقدراً في نفس الوقت ما قدمه الشيخ القاضي في حياته من خدمة لدينه ووطنه وولاة أمره بشكل عام وقبيلته بشكل خاص ، وكان رحمه الله لا يألو جهداً في خدمة كل من يقصده ويطلب منه شفاعة خير.
هذا هو الشيخ الذي عرفناه وعرفه الجميع من أسرة عريقة ، وقبيلة عزيزة عاش علماً ورجلاً بكل ما تعنيه الكلمات وقد أثنى عليه كل من الشيخ سليمان بن رفادة والشيخ عايد بن صياح شيخ موسى من جهينة والشيخ ضيف الله بن صبيان الجهني والشيخ قاسم بن سلمان الجهني ورثاه كل من الشيخ فلاح بن دخيل الله الزائدي وعدد من مشايخ وأعيان ورؤساء القبائل الذين حضروا لمنزله لتقديم واجب العزاء والذين أثنوا على ما كان يتمتع به الشيخ من صفات حميدة وخلق رفيع ودعوا الله أن يتغمد الشيخ القاضي بالرحمة وجنات النعيم فقد عاش محبوباً ومات محبوباً ينطبق عليه قول الشاعر (شيخاً يحل معقدات النشائب).
ولا يفوتني هنا أن أشير إلى ما تطرق إليه الشيخ هندي بن عوض القاضي بأن الشيخ القاضي عاش ومات عزيزاً محبوباً كريماً ، ولا يسعني هنا ألا أن أتقدم بخاص التعزية لسيدي الوالد العزيز الشيخ نهار بن مسعد القاضي شقيق الفقيد وإلى أبنائه وأبناء الفقيد الأستاذ خالد وأخوانه ولجميع أسرة وذوي الفقيد سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه.
** **
- مقبول بن فرج الجهني