سلمان بن محمد العُمري
الأعمال الطيّبة الكريمة هي من السنن الحسنة التي ما فتئ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يقوم بها ابتغاء الأجر والمثوبة من رب العالمين سبحانه.
وحينما رفع له نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بشأن دخول الحجاج القطريين إلى المملكة عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، وطلب السماح لجميع المواطنين قطريي الجنسية الذين يرغبون في أداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية استجابة لوساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني في مأثرة من المآثر العديدة والأعمال المميزة التي لا يقوم بها إلا الكبار فقد وجّه - حفظه الله - بنقل كل الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي على ضيافة مقامه الكريم، بل وإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لإركاب كل الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة، واستضافتهم بالكامل على نفقة خادم الحرمين الشريفين، ولا غرابة لمثل هذه الأفعال الخيِّرة من قائد الأمة التي تكتب بماء من ذهب، والمملكة العربية السعودية تمثِّل مركز الثقل العربي والإسلامي، والحضن الدافئ الأول لقضايا الإسلام والمسلمين عربهم وعجمهم، فهي الأرض التي انطلقت منها دعوة الحق تبارك وتعالى لتشع نوراً في أرجاء المعمورة.
إنَّ ريادة المملكة في أعمال الخير والبر، وسباقها الدائم في تحقيق كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، أغاظ الأعداء والحاقدين والحاسدين، فمنهم من يكشف عن وجهه ويعبّر عن غاياته بصريح العبارة، ومنهم من يلمز ويغمز، ومنهم من يتستر ويتكتم، ومنهم من يدس الدسائس ويخلق الفتن، ومنهم من كان في الخارج، أو صار في الداخل، والهدف الذي يجمعهم واحد.
إن المملكة العربية السعودية - بلاد الحرمين الشريفين - وبقيادتها الرشيدة الراشدة تواجه حملات واضح عنوانها ومضمونها، وذلك من خلال وسائل الإعلام التي تحوّلت إلى وسائل مسعورة في خدمة أهداف أعداء الأمة، وصارت تتحدث حديثاً معظمة يغط في بحر الكذب، وتفوح منه روائح الحقد الدفين، وتتعالى منه أصوات الكره والضغينة.
وفي مثل هذه الأحداث والهجمات الإعلامية الحاقدة، يتأكد الائتلاف والاجتماع ونبذ الفرقة، وطرح أسبابها، والتعاون على ما يفشل مخططهم في تمزيق وحدة المجتمع، وزرع بذور الفتنة فيه {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.
وعوداً إلى مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه الأشقاء حجاج قطر، التي تُضاف إلى مكارمه الكثيرة في خدمة ورعاية ضيوف الرحمن لهي استمرار متميز لأعمال الخير وتزايده للملك المفدى.
تلك نقطة في بحر من أعمال كبيرة تقدّم لضيوف الرحمن لا يقوم بها إلا كبير، والملك سلمان بن عبدالعزيز عرفناه جميعاً كما عرفه العالم أجمع، الأمين على مصالح الأمة، والحريص على أن تعلو كلمة التوحيد، ودين الحق وروح السلام سائر أصقاع المعمورة، إنه ينظر للمسلمين أينما كانوا وحينما حلّوا على أنهم أهله وأحبته وإخوته وأبناؤه، إنها نظرة الراعي المؤتمن على مصالح الأمة، وهو الذي يؤكّد دائماً وأبداً وفي كل موقف بأنه الإنسان المفعم بحب الخير وحب الناس فكسب محبة الناس وأسر قلوبهم، وأرجو الله - سبحانه - وتعالى أن تكون محبة الناس من محبة الله مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا أحبّ الله عبداً حبب إليه خلقه).
وحقاً نجد النفوس السليمة، والقلوب الطاهرة، وأصحاب الفطر السليمة، تألف الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتحبه، وما ذلك إلا لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف، وهذا من أكبر الشهادات لهذا الرجل المعطاء الذي يفعل الخير سجية وفطرة دون تكلّف.
إنّ العناية والرعاية الشاملة لحجاج بيت الله الحرام من الإخوة القطريين وإعلان المقام السامي الكريم التكفّل باستضافتهم لا تدخل في سياق الأزمة الحالية، فهي مقصد حميد وليس بالجديد على قادة هذه البلاد، فقد سبق استضافة العديد من أبناء العالم الإسلامي بما يؤكّد ريادة المملكة وإنسانيتها وخدمتها للإسلام والمسلمين والعناية بشؤونهم والسهر على راحتهم وفي مقدّمتهم حجاج بيت الله الحرام.
بارك الله خطاك - خادم الحرمين الشريفين - وجعل ذلك في موازين أعمالك الصالحة. فجزاك الله خيراً، ووفّقك على الدوام في خدمة الإسلام والمسلمين، ومتعك بالصحة والعافية، وأمد الله في عمرك على طاعته.