سعد الدوسري
فقدنا قبل أسبوع، الأستاذ محمد العجيان، رحمه الله، والذي كان رمزًا من رموز الصحافة الحديثة. وكان من أبرز سماته، الصمت والبعد عن كل ما قد يثير الضجيج. ولأن الصحافة تقوم على هذا الضجيج، فلقد اختار أبو خالد المواقع التي لا يصطدم فيها مع أحد، والتي تجعله ينتج أكثر من أولئك الذين اختاروا المصادمات والمواجهات والخصومات.
كان محمد العجيان مهمومًا برصد جودة العمل الصحفي. ومن خلال إسهاماته في الصحافة، أو في مؤسسته الإعلامية، قدم عملاً مختلفًا عما هو سائد، الأمر الذي أثر على العديد من الأصوات الصحفية الشابة وقتها، وربما أكون واحدًا من هؤلاء. فعلى الرغم من أنني لم أكتب في أي من الصحف التي عمل بها أو رأس تحريرها أو أسسها، إلا أنني استلهمت الكثير منه ومن تجربته ومن مواقفه ورؤيته في صناعة العمل الصحفي، وهي مواقف ورؤية استثنائية، بلا شك.
اليوم، تعاني صناعة الصحافة، وبوجود وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب منافسة قاتلة، وتحتاج أكثر ما تحتاج إلى رؤية جديدة، تمكنها من الاستمرار أطول فترة ممكنة، وتدعمها في التعامل مع المعطيات الحالية بوعي مهني متفرد، يُدرك حقيقة أن الأنماط تتغير، ولكنها لا تفنى، والدليل أن بعض مبتكرات الإعلام الجديد، لم تعد موجودة، وحل محلها مبتكرات أكثر حداثة.
الراحل محمد العجيان، كان واحدًا من صنّاع صحافة الرؤية، والذين نحتاج إليهم اليوم بشدة.