د. حمزة السالم
الاحتياطيات الأجنبية هي دفاعات العملة المربوطة بغيرها. ومعضلة الاحتياطيات الأجنبية كمعضلة الجيوش. فالحاجة إليها تقل وتتضاءل، كلما زادت عظمة الجيوش حجما ونوعا. فالاحتياطيات الضخمة القوية كالجيوش الضخمة القوية، بحسها وبهيبتها تمنع تسلط الاعداء عليها، وتحقق الأمم بها انتصارات بلا حروب، وتغنم المكاسب دون الحاجة لاستخدامها. فمتى استخدمت أمة جيوشها العظيمة في مقامرات غير محسوبة، ضاعت الجيوش، وخسرت الأمة منعتها وضاعت هيبتها. فتطاولت عليها الأمم الحقيرة وتقرصن عليها شرار الخلق وقطاع الطرق.
وبناء الجيوش وصيانتها عملية مكلفة، ولكن عوائدها عظيمة في استغلال هيبتها لا في استغلال ذاتها. لذا فالحروب تستهوي المتهورين وتجار الحروب ووسطاء السلاح. وكذلك هي الاحتياطيات الاجنبية. فالمقامرة بها في مخاطرات اسواق المال تستهوي المتهورين والطامعين من تجار ووسطاء اسواق المال.
وقد يظن قصير النظر أو متهور الطبع، أن الانفاق على جيوش التي لا تخوض حروبا، هو من تضييع لفرص الغنائم. وهذا خطأ، ونقيضه خطأ كذلك.
فالأمة التي لا تستخدم هيبة سطوة جيوشها، لا نيران جيوشها، في فرض مصالحها على غيرها من الأمم، هي أمة جامدة مضيعة لمواردها. وكذلك هي الاحتياطيات الأجنبية، عندما تُهمل كشبه سيولة دون استغلال أمثل لسيولتها. فعوائد السيولة تضاعفية، إذا ما استخدمت في ضمانات. فضمان شبه الكاش رحم خصبة، تلد توائم أربعة وخمسة وعشرة. بشرط ابداه هندسة النموذج التمويلي. والابداع إيجاد جديد لا تقليد موجود.
والجمود، خير من القمار على كل حال، وكلاهما شر على الأمة. فالجمود يقتل ببطء والقمار يعجل بالمنية.
وربط الريال بعملة أخرى هو أمر حتمي لا بد منه الى اليوم وحتى في المنظور القريب. وربطه بالدولار هو الأنسب لاقتصادنا والآمن لثروتنا. أوليس نرى أن اعداء امريكا، لا يكنزون الا الدولار ليوم شدتهم. فالدولار هو العملة الدولية المهيمنة إلى اجل غير منظور.
فوضع العملة الدولية احتكاري بالطبيعة. أي انها بقوانين الكون التي سنها الله سبحانه، لا تسمح لغيرها بالمشاركة، كاللغات والأديان مثلا. افلا نرى البنك المركزي الأوربي يعتمد اللغة الانجليزية، اللغة الرسمية له، ولا يوجد لسان انجليزي واحد في أي دولة من دول اليورو. فالإنجليزية كالدولار، محتكر طبيعي.