جيشت المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- كل إمكاناتها، لاستقبال ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء الركن الخامس من الإسلام، حاضين بعنايته الكريمة وتوجيهاته السديدة لجميع قطاعات الدولة لتذليل كل الصعوبات وتيسير جميع الإجراءات ليتمكنوا من إتمام مناسك الحج بكل يسر.
وتجسيدًا لتلك العناية الفائقة بضيوف الرحمن فقد تفضل -حفظه الله ورعاه- في كلمة خلال استقبال ضيوف الرحمن خلال الأعوام الماضية أكد فيها «إننا من موقع مسؤوليتنا العربية والإسلامية، وانطلاقًا من دور المملكة العربية السعودية الإقليمي والعالمي نؤكد حرصنا الدائم للم الشمل العربي والإسلامي، وعدم السماح لأي يد خفية بأن تعبث بذلك، ونحن نتعاون مع إخوتنا وأشقائنا في دعم الجهود العربية والإسلامية لما فيه الخير والاستقرار.
أيها الإخوة والأخوات حجاج بيت الله الحرام
نكرر ترحيبنا الدائم بكم في مهبط الوحي، وموطن خاتم الرسالات، وإننا في المملكة العربية السعودية وقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما نذرنا أنفسنا وإمكاناتنا وما أوتينا من جهد قيادة وحكومة وشعبًا لراحة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم وسلامتهم».
فقد حظيت قوات أمن الحج برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والذي وقف بنفسه على الاستعدادات الأمنية، ليؤكد للعالم أجمع بأن المملكة العربية السعودية بجاهزية وقدرة للمحافظة على أمن وسلامة ضيوف الرحمن، في ظل تحديات الإرهاب والادّعاءات الباطلة التي تطلقها أجهزة إعلامية طائفية تحاول تسييس شعائر الحج.
إن ما تشهده وتسخره المملكة من طاقات بشرية ومادية لمشاريع التطوير والتوسعات التي لم تتوقف طيلة العقود الماضية رغبة في تيسير أعمال الحج وسلاسة أداء المناسك وحماية الحجاج، فالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة السعودية لراحة وخدمة ضيوف الرحمن تشهد تطورًا كبيرًا عامًا بعد عام، مما سهل على الحجاج أداء مناسكهم في جو إيماني روحاني مبهر، أجبرت العالم كله ليثمن ما تقوم به المملكة من جهود متواصلة لتيسير مهمة الحج.
فدائمًا نرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- واقفًا على متابعة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتطويرها، بنفسه، يسانده ويعاضده سليل الحزم والعزم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إضافة إلى المتابعة الميدانية الدقيقة لصاحب السمو الملكي وزيرالداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف إلى جانب جهود المسؤولين في المملكة، حرصًا على تقديم أفضل الخدمات، وتوفير الأمن والأمان لكل فرد تطأ قدماه هذه الأرض المباركة وليعلم العالم أجمع أن الحجاج في يد أمينة.
ولا ننسى دور جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في تقديم ما لديها من علماء وطلبة علم لتعليم فقه شعائر الحج والإجابة عن استفسارات الحجاج وإرشادهم، وما تقدمه الجامعة من أنشطة تعليمية وثقافية وإعلامية نحو إيضاح ما تقدمه الدولة لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
وها هم حجاج بيت الله الحرام، يتوافدون من كل صوب، يلهجون بالدعاء، ويستعدون لتأدية مناسكهم، راجين من الله تعالى المغفرة والرحمة والقبول، دون شكاوى أو تذمر، بل بكل راحة ويسر، وهو ما يعكس رؤية المملكة العميقة، وبدء تحقيق استراتيجية المملكة في تطوير منظومة الحج لتصل إلى الحد الذي يرضي الجميع، ونسأل الله تعالى أن يبارك في جهود خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهم الله-، وكل القائمين على رعاية وأمن الحج، وتوفير كل سبل الراحة للحجاج والمعتمرين.
** **
د. عبدالعزيز بن سعد العامر - عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية