تقرير - محمد المرزوقي:
انطلقت الدورة الحادية عشرة من «سوق عكاظ» تحت رعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله-، بعد عشرة عقود من العمل التطوير الشاملة لبنى السوق المكانية، والبرامجية، ما جعل من انطلاقة مهرجان السوق في كل عام يجسد ما حظي به من تطوير مرحلي قاد مسيرته وتابع تفاصيل منجزاته على أرض سوق عكاظ، مستشار خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، الذي أسس لهذا المشروع الثقافي الحضاري وأطلق مسيرته برؤية جمعت إلى جانب عمق الأصالة روح المعاصرة، وإلى جانب البعد الوطني البعد العربي، ليكون سوق عكاظ أحد المهرجانات الوطنية التي أصبحت في عشرة مواسم أحد أبرز المهرجانات على الساحة العربية، ما يجسد حجم النجاح الذي قطعه السوق في مضمار المهرجانات العربية، ليكون له علامته الثقافية والتاريخية والإبداعية المختلفة، التي اختط لها أمير منطقة مكة المسارات الثقافية والإبداعية والجوائز والمسابقات التي جعلت من السوق فكرة ومنطلقاً تاريخياً للنهوض بدور ثقافي وحضاري يواكب الحاضر، بما يجسده من فعاليات مختلفة تتكامل في استحضار إرثنا الثقافي العربي التليد، بصورة منطلقها الآخر المعاصرة في تقديم إرثنا التاريخ عبر إحدى أبرز النوافذ الثقافية التي يطل، من خلالها الحضور من داخل المملكة وخارجها عبر سوق عكاظ على امتداد تاريخي عربي لأكثر من ألف وست مئة عام، التي اجتمعت شواهدها والتقت أبعادها في مهرجان سوق عكاظ، الذي أنجز عشرة مواسم من مراحل تأسيس جنباته، ومواسم تطوير برامجه وفعالياته من موسم إلى آخر.
ومع استهلال السوق عقده الثاني، فقد انتقل الدور الإشرافي عليه إلى هيئة السياحة والتراث الوطني، بعد النجاح الذي يقوده رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، الذي أعاد إلى مختلف مناطق المملكة مشروعاً وطنياً جعل من وجهي عملته (السياحة والتراث الوطني) مشروعاً ذوا أبعاد ثقافية وحضارية تكون السياحة إحدى مقوماته، التي أصبحت شواهدها، إلى جانب استعادة البعد التاريخي عبر التراث والآثار معالم حية تجسد نجاحات هيئة السياحة والتراث الوطني، التي كان وما يزال رئيسها يتتبع تفاصيل منجزاتها في مختلف مناطق المملكة، بالتخطيط والدعم والتوجيه والإشراف والمتابعة، ما جعله - أيضاً - ينهض في سنوات قليلة من عمر الهيئة بما يعادل عشرات السنين، إذ ما تم قياسها بحجم المنجز في مختلف مناطق بلادنا ومحافظاتها المترامية الأطراف، التي لم تَعُد شواهدها التاريخية تحاكي نهضتنا الشاملة التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات، وإنما لتقدم رسالة عالمية طاف بها ربان هيئة السياحة والآثار أقطار العالم، لتقديم أسمى رسالة ثقافية وحضارية عن مسيرة الإنسان، وذاكرة المكان عبر العصور، ما يجعل من إشراف الهيئة على سوق عكاظ مرحلة ثانية من مراحل مسيرة تطويره التي بدأت ملامحها عبر خارطة المكان العكاظية، وعبر البرامج والفعاليات ومن خلال التوسع في المسابقات والجوائز، وزيادة الارتقاء بمعيارية النوع، وجودة المنجز موسماً بعد آخر.