سلمان بن محمد العُمري
الزائر للمملكة العربية السعودية للعمل، أو للحج والعمرة، أو للعمل التجاري، يلمس عن قرب الشيء الكثير الذي لا يمكن للإعلام أن ينقله و»ليس من رأى كمن سمع»، بل إن بعض الزائرين من الحجاج والمعتمرين يصابون بالدهشة حينما يرون المنجزات والأعمال الجبارة التي بذلت في تطوير مرافق الحرمين الشريفين، وما يقدم للزوار والحجاج والمعتمرين من خدمات عبر منظومة متكاملة لكافة أجهزة الدولة، وقطاعاتها المدنية والعسكرية، وتتصحح بعض الصورة المغلوطة عن بلادنا من قبل المشوشين، وذلك لأن الجهود الإعلامية حتى الآن لم تصل لحد الإقناع في التعريف بمنجزات المملكة ومكتسباتها في الداخل ناهيك عن نقل الصورة الصحيحة للخارج.
وفي المقابل قد نرى أن هذه الصورة الجميلة، قد يعتريها ما يخدشها بتصرف غير مسؤول قولاً أو فعلاً من أي موظف حكومي أو خاص، له صلة مباشرة بهؤلاء الزائرين، سواء عند القدوم أو خلال فترة الزيارة، فتنطمس جميع الصور الجميلة، ولا يبقى سوى هذه الصورة السلبية الناتجة عن تصرف «أخرق» سلبي مع الضيوف.
وحتى يكتمل بناء الصورة الذهنية الجميلة عن بلادنا الغالية، أتمنى أن تبادر جميع الجهات ذات العلاقة بمنح منسوبيها دورات خاصة في فن التعامل مع ضيوف المملكة والزوار، على غرار الدورات التي تقيمها بعض الشركات في القطاع الخاص في فن التسويق، وفن التعامل مع الجمهور، وإنني على ثقة أن هذا الأمر لم يغب عن أذهان المسؤولين في هذه القطاعات جميعاً، وإنما هو التذكير.
وبنفس الوقت لا يمنع من إعطاء جرعات تدريبية مع فحوصات مخبرية لبعض القيادات ممن يفتقدون فن التعامل الإنساني مع الآخرين، نتيجة وجود اضطرابات نفسية داخلية أوجدت فيهم سلوكيات مشينة كالكذب والشك وسوء الظن مما أثر على بيئة العمل والعاملين معهم، أود التأكيد أيضاً على أن الصورة الذهنية تتقدم وتبنى دائماً في الانطباع الأول في أول ما يصادف الزائر، وخصوصاً العاملين مباشرة مع الآخرين في كافة الأجهزة العاملة.. فأتمنى أن تزرع الابتسامة في وجوه جميع العاملين، وإحسان التعامل بالكلمة الطيبة، والابتسامة والبشاشة، على الرغم من أهميتها إلا أنها لا تكفي أمام تصرفات غير مسؤولة، ورد الفعل الإيجابي، حتى وإن تصرف الزائر بالسلب بإرادته، أو عن جهل.