منى - عبدالله الهاجري / تصوير - حسن الدهيمان:
ببيصرته يُرينا سماحة الإسلام، شاهدته في أفضل حال، الابتسامة ديدنه ، والنُصح عادته ، واليُسر طريقه.
مررت في منى مساء أمس الأول بمقر بعثته، رأيت أن أعايشه بعيدًا عن الرسمية، كيف يقضي أيامه في المشاعر المقدسة، لنخرج للقراء بمادة عن يومياته، طرحت الفكرة على منسوبي مكتبه، أخذوا الإذن منه، فرحب كعادته.
«الجزيرة» قضت ساعات مع سماحة مفتي المملكة فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، حيث بدأت الزيارة في مجلسه الخاص، كان محاطًا بمجموعة من جلسائه، توجهت له مباشرة، فرحب، وبعد السؤال، استفسر عن فكرة الحوار، أخذت الإذن منه بأننا نريد أن نعكس للقراء عن قضائه ساعات يومية في المشاعر المقدسة، لرصد بعضٍ من حياته الخاصة، لم يُمانع إطلاقًا.
في مجلسه كان هناك عددٌ من المشايخ ومن طلابه ومن أنسابه، يقول لنا مدير المراسم في مكتبه الشيخ مبارك بن حميد أبو وثلان، بعد العصر يقضي وقته بين استقبال العديد من الراغبين في البحث عن الإجابة والفتاوى حضوريًا أو عن طريق الهاتف، ويستمر في ذلك ساعات العصر، وبعد المغرب يكون في مجلسه الخاص بين طلابه وأقاربه وعددٍ من المشايخ، في جلسة بسيطة بينها بعض الدروس، والتعليق عليها، حتى يحين وقت صلاة العشاء.
في مجلسه الخاص كان هناك «أحمد بن راشد، محمد الفارس، الدكتور نادر العتيبي، محمد سليمان اليوسف، ناصر محمد السديري «نسيب المفتي»، عبدالعزيز القاسم «قاضٍ سابق في محكمة الرياض، وأحد طلابه» الدكتور عبدالنافع الزلال، الدكتور عبدالرحمن العريفي، عبدالرحمن صالح العبدالهادي» مدير مكتبه» ، محمد بن ناصر السديري» كانت الساعتان التي قضيناها مع فضيلته عبارة عن درس تخللها قصة طريفة رواها الشيخ محمد اليوسف، حيث ارتسمت الضحكة على مفتي المملكة، وبادل الحضور التعليق على هذه القصة، ليعود مجددًا ليكمل الدرس، حتى وقت صلاة العشاء، وأدى الجميع الصلاة وقعد في مصلاه بعد ذلك أكثر من نصف ساعة.
وقال فضيلة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء في تصريح خاص إلى «الجزيرة» عن كيفية قضاء وقته في المشاعر «لا شك أن لكل شخص حياته الخاصة في مجلسه واستقباله للناس ولقائه بالأهل والأقارب، ونحن الآن في هذه الأيام المباركة في مشعر منى أقوم بالعمل الاعتيادي لاستقبال أسئلة الناس عبر الهاتف، وقراءة بعض الكتب ومراجعتها مع عددٍ من طلابي، وما يختص بزملائي في الحج أشار سماحته، نقوم بتدارس الكتب النافعة، وأحرصهم على فعل الخير وما ينفعهم في دينهم ودنياهم».
ومن المعروف بأنه قد صدر الأمر الملكي برقم أ/20 وتاريخ 1420/1/29هـ بتعيين سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ مفتيًا عامًا للمملكة العربية السعودية ورئيسًا لهيئة كبار العلماء والبحوث العلمية والإفتاء وبعد وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز.
هذا ووصف الشيخ محمد اليوسف سماحة المفتي، ببساطته والذي عُرف عنه السماحة والتواضع مع الكبير والصغير وغزارة العلم وسرعة الاستحضار، كما عُرف عنه الكرم والعبادة بالصيام والنوافل والقيام وبذل الجاه للغير وصلة الرحم ورقة القلب، وأضاف اليوسف، عرفنا فضيلة المفتي تفقده الدائم للإخوان والأقارب وأهل الفضل، وعمله بالسنة، ولعل الناس أحبوا فضيلته والارتياح لفتواه لبعد نظره.
فيما أوضح الدكتور عبدالنافع زلال عبدالوهاب عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء أن فضيلة مفتي عام المملكة أنموذج حقيقي لإنسان يحمل في نفسه العطف والشفقة والتواضع وصفاء الطوية والتعامل بخفة الدم مع كل من حوله، وهو صاحب عبادة وخشوع وخشية، وأضاف زلال، عشت مع فضيلته ورافقته لأكثر من عشرين سنة تلميذًا وباحثًا شرعيًا فكان يعاملني كأحد أولاده.
كما أشار الدكتور نادر العتيبي عميد شؤون الطلاب المكلف بجامعة شقراء، بأنه شرف هذا العام بمرافقة سانحة مفتي عام المملكة، فوجدته كريمًا متواضعًا محبوبًا من الجميع ، حاضر الذهن غزير العلم حافظًا لوقته، سمحًا لينًا، يسأل عن الصغير والكبير.
كما التقينا جلال قاسم والذي قضى أكثر من 38 سنة سائقًا خاصًا لمفتي عام المملكة، حيث وصف سماحة المفتي بالأب الحنون والذي لا يغضب ولا يعاتب وحين يغضب فإنه يكظم غضبه ويدعو لنا بالهداية، وعن نوع السيارة الخاصة للمفتي قال قاسم يملك الآن مرسيدس موديل 2016، وقبلها كان يملك لكزس وظلت معه قرابة أربع سنوات، مشيرًا إلى أن سماحة المفتي حين يكون معه في السيارة يشغل نفسه بقراءة القرآن أو إذا كان أحد طلابه يقوم بمراجعة بعض الكتب، فيما يحرص فضيلته لسماع الأخبار عبر إذاعة السعودية أو السماع لإذاعة القرآن الكريم.