ميسون أبو بكر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر ولله الحمد, ملايين من البشر يهتفون في المشاعر المقدسة هذه اللحظات وهم يؤدون المناسك في أمن وسكينة وسهولة ويسر، ولعل ما نرى عليه اليوم الحرم المكي الشريف والطاقة الاستيعابية الكبيرة التي تصل لاحتواء أكثر من مليوني مصلٍ بعد أن كانت تتسع إلى خمسين ألف لشواهد حية على جهود حثيثة
من المملكة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز الذي كان أول من شكل إدارة خاصة سُميت مجلس إدارة الحرم كان من مهامها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته وقد جمع المصلين لأول مرة خلف إمامة رجل واحد، وتوالت الجهود لخدمة بيت الله وتشرف ملوك هذا البلد بلقب اختاروه (خادم الحرمين الشريفين) في أرقى صور الطاعة لرب الكون، وخدمة حجيجه على مدار العام في مواسم العمرة وفي موسم الحج يشهده القاصي والداني سواء من حضر لتلبية فريضة الحج أو من يتابع المشاعر عبر وسائل الإعلام المختلفة التي وفرت لها المملكة إمكانية التواجد أو النقل عن قنوات سعودية خصصت على مدار الساعة لنقل حي ومباشر من الحرمين الشريفين.
المملكة توفر كل جهودها وإمكاناتها وطاقاتها لخدمة حجيج بيت الله وكذلك أهلها ورجال الأمن الذين لهم ألف حكاية وحكاية مع حجاج بيت الله تشهد لمملكة الإنسانية والإنسان، وكل ما يلمسه الحجاج من لحظة وصولهم حتى مغادرتهم على مدار العام للعمرة وفي أيام معدودة للحج يتواجد فيها أكبر عدد في العالم في بقعة واحدة وفي وقت واحد يستحق أن نتوقف لنشير إليه بالتقدير في وقت يسعى بعض المغرضين لتسييس الحج وتجاهل كل ما يبذل من جهد ومال لأجل مصالح خاصة بهم وبحلفائهم أعداء الإسلام، متجاهلين قداسة هذه الأرض ومصلحة زوار بيت الله الحرام الذين ينعمون بالأمن وبخدمات على مستوى عالٍ حتى عودتهم لديارهم سالمين.
لوطني تهفو الأفئدة وترق القلوب وتتطلع الأبصار، وبه أفتخر أمام العالمين وأينما وضعت رحالي أن هناك من هو أهل لأمانة الله التي وضعت في بلاد الحرمين الشريفين وهم أهل لها منذ عشرات السنين.
لا ترمى إلا الأشجار المثمرة، ووطني غابات كرم وقصور مجد وتاريخ مطرز بالفخر، وكفى أن يشهد كل من حظي بزيارة الحرمين وحظي بالاهتمام والخدمة ويدرك فداحة ما يقوم به أعداء السلام ومروجي الإرهاب.
كل عام وأنت يا وطن المجد بخير، كل عام وأنتم قرائي الكرام بألف خير.