احمد العجلان
لم تكن ردود الأفعال الغاضبة على خسارة المنتخب أمام الإمارات بالمفاجأة، فقد تعودنا - للأسف الشديد - في الوسط الرياضي بالمدح الزائد عن الحد والنقد الجارح أيضاً.. خسرنا أمس الأول من الإمارات وما زال لدينا فرصة أمام اليابان أما بالوصول مباشرة للمونديال أو الذهاب للملحق، ولو سألت أكثر المتفائلين قبل التصفيات، هل سنصل لهذا المستوى من التنافس لما توقع ذلك وعندما وصلنا لمستوى المنافسة الجادة انتظر الكثير من النقاد الخسارة لممارسة هوايتهم المحببة (مع المنتخب) وهي جلد الذات.. في لقاء السعودية والإمارات لعبنا بشكل ممتاز في الشوط الأول وكنا الأكثر سيطرة ووضح جدية اللاعبين في البحث عن الفوز، ولكن لم نوفق في التسجيل، ولأن المعادلة تقول إذا لم تسجل فسيسجل فيك فقد سجل الإماراتيون وقلبوا تأخرهم إلى انتصار مثير.
البعض يتحدث عن الاحتياطيين في أنديتهم كيف يلعبون مع المنتخب، وهنا أقول إن أحمد خليل صاحب الهدف الصاروخي الرائع أمس الأول يلعب احتياطياً في الغالب مع ناديه السابق الأهلي، وكذلك الحال للمخضرم إسماعيل مطر مع الوحدة، فعند الغضب يجب أن نكون منطقيين لا عدوانيين نمارس أسلوب الهجوم فقط من أجل الهجوم، فاللاعبون الذين أسعدونا بفوز ثلاثي مثير على الإمارات في جدة وعلى العراق في جدة وماليزيا وعلى تايلند مرتين هم أنفسهم فلماذا نركل كل ما فعلوه لأجل لقاء واحد.
الهجوم الذي تعرض له محمد السهلاوي لا يستحقه، فالرجل اجتهد ولم يوفق في الفرص التي تهيأت له ولم يستبدله مارفيك لأنه يعتقد أن السهلاوي من الممكن أن يسجل في أي لحظه، أما من هاجم عبدالله المعيوف فمن السهل الرد عليه والقول إن حراس المملكة كلهم لن يصدوا قذائف مبخوت وخليل.
المنتخب في هذه الفترة العصيبة وقبل لقاء اليابان ينتظر مننا أن نعود لجادة الصواب والعمل على مساعدة المنتخب والوقوف معه من أجل ثلاث نقاط على ملعب الجوهرة أمام اليابان، بغض النظر عن نتيجة لقاء اليوم بين اليابان وأستراليا.. الأخضر بحاجتنا وعلينا أن نكون بجانبه فحلم المونديال ما زال متاحاً حتى ولو من خلال الملحق، المهم أن نكف عن النقد الذي يكون على طريقة (النقد لأجل النقد) وأن ندعم اللاعبين ومارفيك الذي لطالما صفقنا لهم في هذه التصفيات نفسها التي نتأمل أن تعود من خلالها الكرة السعودية للواجهة من جديد.
هناك بعض النقاد الذين يتفننون في الظهور وقت الخسارة، فهم يلاحقون الخسائر ويتوارون عند الانتصارات، هؤلاء يعرفهم المتلقي جيداً ونحن نذكر بأن مثل هؤلاء لا يمكن أن يعطوا حلولاً، فهم يعرفون فقط ملاحقة اللاعبين وانتقادهم بعد أي (خسارة).