د. أحمد الفراج
هذه الأيام، يستميت الإخوان السعوديون في الدفاع عن أنفسهم، ولكنهم يصدمون بحقيقة أن الإنسان لا يستطيع النهوض بعد السقوط المروع، فلم يكن إخونج المملكة يتوقعون في أسوأ كوابيسهم أن يتعكر صفو علاقة المملكة مع نظام قطر التخريبي، الداعم الرئيس لهم، وعندما زأر الأسد السعودي، ضد خيانات نظام قطر، أسقط في أيدي إخونج المملكة، الذين كانت تأتيهم أوامر التنظيم الدولي للاصطفاف مع قطر، التي كانت تغدق عليهم الأموال والهدايا العينية، وتحرص على تصويرهم وهم يستلمونها، تحسبًا ليوم آتٍ، فنظام قطر كان يعلم أن الأسد سيزأر يومًا ما، وكان يحرص على أن يكون لديه من وسائل الابتزاز ما يكفي، أما الإخونج، الذين اشتهروا بأنهم كائنات غبية، فلم يخطر ببالهم أن خبث نظام قطر سيكون سببًا في سقوطهم المدوي بقرار شعبي بحت.
وطالما تطرقنا لغباء الإخونج، فسأعيدكم إلى ذكريات الربيع العربي، وما فعله إخونج المملكة حينها، فبعد أن قرر أوباما، وليس ميدان التحرير أو قناة الجزيرة الاستخباراتية، إسقاط الرئيس مبارك، وزار مفتي الإرهابيين، يوسف القرضاوي، ميدان التحرير، استخف إخونج المملكة، فطار الإخونجي السعودي، صديق يوسف ندا، إلى القاهرة، ثم ظهر في ميدان التحرير، وكبّر بأعلى صوته، معلنًا انتصار تنظيم الإخوان، ومعروف أن هذا الإخونجي كان قد تلبرل قبل ذلك، وهو التلبرل، الذي أعقب صداقته لرموز تنظيم القاعدة في أفغانستان، وهذا يعني أنه تقلب بين ثلاث ايدولوجيات خلال فترة وجيزة، أي القاعدة والليبرالية والإخوان!، ولم يكن هو الثورجي المحتفل الوحيد بالتثوير، إِذ احتفل غيره من إخونج المملكة.
هل تذكرون الإخونجي السعودي، الذي ألف كتابًا يدعو فيه للثورات، أملاً في أن يتحقق حلمه، ليكون الخميني المنتظر لجزيرة العرب، ويقال: إنه كان قد بشر بالثورات في الخليج، وأعد العدة لذلك، عن طريق شراء كل ما يلزم للزعامة، من ملابس تشبه تلك التي يلبسها ممثلو المسلسلات الإسلامية، وأهمها العمامة، التي تليق بالخليفة القادم، فأحلام الإخونج لا تحدها حدود، وتبعه إخونجي ثالث، نصب خيمته في ميدان التحرير، أملاً في أن يحصل على وظيفة حاجب في ديوان الخلافة، كما ذكر الرواة أن إخونجيًا سعوديًا جمع أصحابه في منزله، بعد تنحي الرئيس مبارك، وخطب فيهم خطبة عصماء، استلهم فيها خطبة الحجاج بن يوسف في أهل العراق، وذلك بعد أن وعده التنظيم بأنه سيكون خطيبًا لمسجد الخليفة المنتظر في قاهرة المعز. هؤلاء الإخونج السعوديون هم الذين اشترى نظام قطر ذممهم، ووعدهم بوظائف مرموقة في دولة الخلافة، التي سيشرف عليها، وانتهى الأمر بهم في مزابل التاريخ، وهي المزابل التي تنتظر نظام الحمدين هذه الأيام!.